للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بحضوره نفسك ويرتاح لوجوده سمعك وعينك فإنه نعم الرفيق حتى وإن تباعدت أيامه وغابت طلعته ..

قال شبيب بن شيبة: إن من إخواني من لا يأتيني في السنة إلا اليوم الواحد .. هم الذين أتخذهم وأعدهم للمحيا والممات، ومنهم من يأتيني كل يوم فيقبلني وأقبله، ولو قدرت أن أجعل مكان قبلتي عضة لعضضته (١).

ويحتار الإنسان في الناس فكيف السلامة والمخرج؟ ! وأين الطريق والجادة؟ !

قال الشافعي –رحمه الله- ليونس بن عبد الأعلى: يا أبا موسى رضا الناس غاية لا تدرك، ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه، ودع الناس وما هم فيه (٢).

أخي الحبيب .. لا تنس قول سفيان الثوري: كثرة أصدقاء المرء من سخافة دينه ..

قال أبو سليمان يوضح ذلك .. يريد أنه ما لم يداهنهم ولم يجلهم لم يكثروا لأن الكثرة إنما هي في أهل الريبة، وإن كان الرجل صلب الدين لم يصحب إلا الأبرار الأتقياء وهم فيهم قلة (٣).

قال مالك –رحمه الله-: الناس أشكال كأجناس الطير، الحمام


(١) العزلة ٤٥.
(٢) العزلة ٧٩.
(٣) العزلة ٤٤.

<<  <   >  >>