للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو حاتم: الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف، والكريم يجل الكرام، ولا يهين اللئام، ولا يؤذي العاقل، ولا يمازح الأحمق، ولا يعاشر الفاجر، مؤثرًا إخوانه على نفسه باذلاً ما ملك، إذا اطلع على رغبة من أخ لم يدع مكافأتها، وإذا عرف منه مودة لم ينظر في قلق العداوة، وإذا أعطاه من نفسه الإخاء لم يقطعه بشيء من الأشياء (١).

وإذا صاحبت فاصحب صاحبًا ... ذا حياء وعفاف وكرم

قائلاً للشيء لا إن قلت لا ... وإذا قلت نعم قال نعم (٢)

وليست موافقة الصاحب مقصورة على الحياة فحسب بل إن نفع هذا الخليل يمتد إلى ما بعد ذلك وهو استمرار لهذه المحبة الصادقة والأخوة الظاهرة فقد كان محمد بن يوسف الأصفهاني يقول: وأين مثل الأخ الصالح؟ أهلك يقتسمون ميراثك ويتنعمون مما خلفت، وهو منفرد بحزنك مهتم مما قدمت وما صرت إليه يدعو لك في ظلمات الليل وأنت تحت أطباق الثرى (٣).

ورأينا هذا الفعل في كثير من الأخلاء الصالحين ... يتصدقون


(١) روضة العقلاء ١٧٣.
(٢) شذرات الذهب ١/ ٩٧.
(٣) الإحياء ٢/ ٢٠٢.

<<  <   >  >>