أخبر أنه يُخّيل إليه. وهذا خلاف السحر المؤثر بتغيّر حالة الشخص بحيث يعرف ذلك الناس منه. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يسْتنكر منه أصحابه ولا زوجاته شيئاً غَيّره إطلاقاً. وإنما هو أحَسّ بذلك التخييل.
وقد أنكر هذا الحديث الصحيح غير مصطفى محمود لشبهاتهم التي يُوردونها عليه يتقوّوْن بذلك بزعمهم على رَدّ غيره من الأحاديث المخالفة لِنحلهم. والحقائق لاتبطلها الشقاشق. فيجعلون إنكار مثل هذا الحديث سلماً لأغراضهم. ولذلك قال بعد الكلام السابق:
وليس غريباً أن تمتلئ هذه الكتب بالمدسوس من أحاديث الشفاعة فنقرأ في أحدها أن النبي عليه الصلاة والسلام يُدخل بشفاعته إلى الجنة رجلاً لم يفعل في حياته خيراً قط ويكون هذا الرجل هو آخر الداخلين إلى الجنة. وما الهدف من أمثال هذه الأحاديث المدسوسة سوى إفساد الدين والتحريض على التسيّب والإنحلال وفتح باب الجنة سَبَهْلَلَة للكل لأن الشفيع سجد عند قدم العرش وقال متوسّلاً: لا أبرح حتى تدخل كل أمتي الجنة يارب. (١)