للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَلَّيَا خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ قَالَ: فَقَامَ مَعَهُ جِبْرِيلُ فَأَرَاهُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ وَمِنًى وَمُزْدَلِفَةَ، وَعَرَفَةَ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ مِنًى وَهَبَطَ مِنَ الْعَقَبَةِ تَمَثَّلَ لَهُ إِبْلِيسُ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: ارْمِهْ فَرَمَاهُ إِبْرَاهِيمُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَغَابَ عَنْهُ. ثُمَّ بَرَزَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: ارْمِهْ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَغَابَ عَنْهُ، ثُمَّ بَرَزَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ السُّفْلَى، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: ارْمِهْ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ مِثْلَ حَصَى الْخَذْفِ، فَغَابَ عَنْهُ إِبْلِيسُ، ثُمَّ مَضَى إِبْرَاهِيمُ فِي حَجِّهِ وَجِبْرِيلُ يُوقِفُهُ عَلَى الْمَوَاقِفَ، وَيُعَلِّمُهُ الْمَنَاسِكَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَرَفَةَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهَا، قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَعَرَفْتَ مَنَاسِكَكَ؟ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: نَعَمْ، قَالَ: فَسُمِّيَتْ عَرَفَاتٍ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ أَعَرَفْتَ مَنَاسِكَكَ؟ قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، قَالَ: فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ مَا يَبْلُغُ صَوْتِي؟ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: أَذِّنْ وَعَلَيَّ الْبَلَاغُ، قَالَ: فَعَلَا عَلَى الْمَقَامِ فَأَشْرَفَ بِهِ حَتَّى صَارَ أَرْفَعَ الْجِبَالِ، وَأَطْوَلَهَا، فَجُمِعَتْ لَهُ الْأَرْضُ يَوْمَئِذٍ سَهْلُهَا وَجَبَلُهَا وَبَرُّهَا وَبَحْرُهَا وَإِنْسُهَا وَجِنُّهَا حَتَّى أَسْمَعَهُمْ جَمِيعًا قَالَ: فَأَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ يَمنًا وَشاِمًا وشَرْقًا وَغَرْبًا، وَبَدَأَ بِشِقِّ اليَمَنِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ فَأَجِيبُوا رَبَّكُمْ، فَأَجَابُوهُ مِنْ تَحْتِ التُّخُومِ السَّبْعَةِ، وَمِنْ بَيْنِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلَى مُنْقَطَعِ التُّرَابِ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ كُلِّهَا، لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ. قَالَ: وَكَانَتِ الْحِجَارَةُ

<<  <  ج: ص:  >  >>