*القصة الثالثةُ*
عَنْ صُهَيْبٍ الرُّوْمِيِّ، رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
"كَاْنَ مَلِكٌ فِيْمَنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ، وَكَاْنَ لَه سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لَلْمَلِكِ: إِنَّى قَدْ كَبِرْتُ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَاَمَاً أُعَلِّمُهُ السِّحْرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَاَمَاً يُعَلِّمُهُ، وَكَاْنَ في طَرِيْقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَاَمَهُ فَأعْجَبَهُ، وَكَاْنَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَتَىَ السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَال: إِذَا خَشِيْتَ السَّاحِرَ فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي، وَإذَا خَشِيْتَ أهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ أتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيْمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَقَال: اليَوْمَ أَعَلمُ السَّاحِرُ أفْضَلُ أمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ؟ فَأَخَذَ حَجَراً فَقَال: اللَّهُمَّ إِنْ كَاْنَ أمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أمْرِ السَّاحِرِ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَةَ حَتَّى يَمْضِي النَّاسُ، فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ. فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأخْبَرَهُ. فَقَال لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ! أَنْت اليَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى، وِإنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنِ ابْتُلِيْتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ، وَكَاْنَ الغُلَامُ يُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأدْوَاءِ. فَسَمِعَ جَلِيْسٌ لِلْمَلِكِ كَاْنَ قَدْ عَمِىَ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيْرَةٍ، فَقَال: مَا هاهنَا لَكَ أجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، فَقَال: إِنِّى لَا أَشْفِي أَحَدَاً، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ تَعَالَى، فَإِنْ آمَنْتَ باللَّهِ تَعَالَى، دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ. فَآمَنَ بِاللَّهِ تَعَالَى، فَشَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَأَتَى المَلِكَ فَجَلَسَ إِليْهِ كَمَا كَاْنَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute