للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتمسّك بقوانين الشريعة، ويدعو إليها، وينفر من مخالفتها، ويشغل (١) الناس فيها، مع تمسكه بالعبادة والمجاهدة، ومزج ذلك بمخالطة الشاغل غالبا (٢) عنها كالأزواج والأولاد، ومن كان هذا سبيله كان أكمل من غيره، لأنّ هذه صفة صاحب الشريعة، ومن هنا قال تلك الكلمة المشهورة، لأنّه لا يعرف في عصره من كان يساويه في الجمع بين هذه الكمالات.

وإذا تقرّر هذا، فلا يضرّ ما وقع في هذه "البهجة" مما ينسب (٣) إليه، لأنّه إن كان على قانون الشريعة فنسبته إليه جائزة، وما عدا ذلك، إن كان ثابتًا عنه حمل على أنَّه صدر (٤)

منه في حال غيبته (٥)، وإن كانت أحواله الغالبة لم تكن له فيها غيبة، وإن لم يكن ثابتًا فالعهدة على ناقله؛ والغرض تعظيم شأنه؛ وهو بلا شكّ يستحقّ التعظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (٦).

قاله وكتبه أحمد بن علي بن حجر الشافعي حامدًا مصليًّا مسلّمًا، ومن خطّ تلميذه الشريف الجزري نقلت، وهو نقل من خطّه، والله الموفّق.

...


(١) في الأصل: شغل، والتصحيح من الجواهر.
(٢) في الأصل: غائب، والتصحيح من الجواهر.
(٣) في الجواهر: نسب.
(٤) في الأصل: صار، والتصحيح من الجواهر.
(٥) في الجواهر: غيبة ما.
(٦) قال الحافظ الذهبي في السير (٢٠/ ٤٥٠ و٤٥١): "قلت: ليس في كبار المشايخ من له أحوال وكرامات أكثر من الشيخ عبد القادر، لكن كثيرًا منها لا يصحّ، وفي بعض ذلك أشياء مستحيلة. ثمّ قال: وفي الجملة، الشيخ عبد القادر كبير الشأن، وعليه مآخذ في بعض أقواله ودعاويه، والله الموعد، وبعض ذلك مكذوب عليه".

<<  <   >  >>