للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٠٨٩ - حَدَّثَنَا محمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي كامِلٍ، أخبرنا خالُ أَبِي خَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمانَ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ عِيسى بنِ الحارِثِ الجَوْهَرِيُّ البّغْدادِيُّ بِالبَصْرَةِ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ، يَعْنِي: ابنَ غزوان (١) ، حَدَّثَنا أَبِي، عنْ شُعْبَةَ قالَ: مَرَرْتُ بِهشيم وَهُوَ جالِسٌ إِلى شَيْخٍ مُلْتَفٍّ بِعِمامَةٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هذا؟، فقالَ بَعْضُ الأَعْرابِ: اكْتُبْ عَنْه مِنْ مَقَطَّعاتِ الأَعْرابِ، وَنَوادِرِهِمْ، قالَ: فَمَضَيْتُ وَتَرَكْتُهُ فَلَمّا كانَ بَعْدُ لَقِيَنِي هشيمٌ فقالَ: يا أَبا بُسْطامِ (٢) تَدْرِي مَنِ الشَّيْخُ الذي رَأَيْتَهُ مَعِي؟، قُلْتُ: لا، قالَ: فإِنَّ ذاكَ الزُّهْرِيُّ، قالَ: قُلْتُ: أَوَ لَيْسَ الزُّهْرِيُّ الذي كانَ يَحْمِلُ الحَرْبَةَ لِهِشامٍ، وكانَ فَعَلَ كَذا، وَجَعَلْتُ أُصَغِّرُ مِنْ أَمْرِهِ، فقالَ: إِنَّكَ وَاللهِ لَوْ رَأَيْتَ ما حَدَّثَنِي بِهِ، قُلْتُ أَرِنِي، فَلَمّا وَقَعَ [ل٢٣٣/ب] فِي يَدِي خَرَّقْتُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْه إِلاّ يسِيرٌ، قالَ أَبِي: قالَ هشيمٌ: لَوْلا أَنِّي كُنْتُ قَدْ حَفِظْتُ حَدِيثَ السَّقِيفَةِ، قُلْتُ: لَعَلِّي أَلْقَى الزُّهْرِيَّ فِي طَوافٍ أَوْ طَرِيقٍ حَدَّثَنِي بِهِ، وَقَدْ حَفِظْتُه لَكانَ قَدْ ذَهَبَ (٣)


(١) محمد بن عبد الرحمن بن غزوان: لم أجد له ترجمة، ولكنه ذكر ضمن تلامذة أبيه، وأبوه ثقة.
(٢) في الخطية (أبا هشام) وعلى هشام علامة الضرب.
(٣) في إسناده خال أبي خيثمة بن سليمان، ومحمد بن عيسى الجوهري، ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان، لم أقف على ترجمتهم.
لم أجد هذه القصة ولكن حديث السقيفة معروف ومشهور.

أخرجه أبو داود في الحدود: باب في الرجم ٤/٥٧٢ رقم ((٤٤١٨)) من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، وابن حبان في صحيحه: ٢/١٤٥ رقم ((٤١٣)) من طريق سريج بن يونس مطولا، كلاهما عن هشيم، عن الزهري به.
والبخاري في المظالم: باب ما جاء في السقائف ٥/١٠٩ رقم ((٢٤٦٢)) وفي مناقب الأنصار: باب مقدم النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه المدينة ٧/٢٦٤ رقم ((٣٩٢٨)) وفي أحاديث الأنبياء: باب قول الله واذكر في كتاب مريم ٦/٤٧٨ رقم ((٣٤٤٥)) وفي المغازي: باب رقم ((١٢)) ٧/٣٢٣ رقم ((٤٠٢١)) وفي الحدود: باب الاعتراف بالزنا ١٢/ ١٣٧ رقم ((٦٨٢٩)) وباب الحبلى من الزنا إذا أحصنت ١٢/١٤٥ رقم ((٦٨٣٠)) وفي الإعتصام: باب ذكر النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحض على اتفاق أهل العلم ١٣/٣٠٣ رقم ((٧٣٢٣)) ومسلم في الحدود: باب رجم الثيب من الزنا رقم ((١٦٩١)) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بن مسعود، عن ابن عباس قال: ((كنت اقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمن وهو عند عمر بن الخطاب في آخر جة حجها، إذ رجع إليّ
عبد الرحمن، فقال: لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة، فغضب عمر، ثم قال: إنّي إن شاء الله اقائم العشية في الناس فمحذر هم هؤلاء الذين يريدون أن يغضبهم أمورهم، قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين: لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغائهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها ... فأمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها، فقال عمر والله إن شاء الله لأقومنّ بذلك أول مقام أقومه بالمدينة، قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يو م الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرح عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلا قلت: لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف، فأنكر عليّ، وقال ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله، فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون قال فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد: فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ... ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانا، فلا يغترّنّ امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرّها وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين، فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا، وإنه قد كان من خيرنا حين توفى الله نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ... الحديث. وهذا لفظ البخاري،
وأخرجه البخاري في الأحكام: باب استخلاف ١٣/٢٠٦ رقم ((٧٢١٩)) من طريق معمر، عن الزهري، عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر وذلك الغد من يوم توفي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال كنت أرجو أن يعيش رسو لله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم فإن بك محمدء - صلى الله عليه وسلم - قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به هدى الله مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإن أبا بكر صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة ... الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>