للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَأمَّا النَّظَرُ المُبَاحُ فَأَوْرَثَنِي مَا تَرَى، وأمَّا اللَّذَّةُ الْمَحظُورةفَمَنَعَنِي (١) مَا حدَّثَنِي (٢) أَبِي (٣)

، عَنْ سُوَيد بنِ سَعيدٍ، عَنْ عليٍّ بْنُ مُسْهِر، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتّاتِ (٤) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابنِ عبّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ عَشِقَ فَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ")) . [ل/٢٥أ] وأنشدَني لِنَفسِه:

مَا لَهُمْ أَنْكَرُوا سَوَادًا بخدَّيْـ ـهِ وَلا يُنْكِرُونَ وَرْدَ الغُصُوْنِ

إِنْ يَكُنْ عَيْبُ خَدِّه بَدَّدَ الشَّعْـ رَ فَعَيْبُ الْعُيُوْنِ شَعْرُ الجُفُوْنِ (٥)


(١) في تاريخ بغداد "فإنه منعني منها".
(٢) في تاريخ بغداد زيادة "به".
(٣) هو داود بن علي بن خلف، الإمام البحر، الحافظ العلامة، عالم الوقت، أبو سليمان المعروف بالأصبهاني، مولى أمير المؤمنين المهدي، رئيس أهل الظاهر، مولده سنة مائتين، ومات في شهر رمضان سنة سبعين ومائتين.

سير أعلام النبلاء (١٣/٩٧-١٠٨) .
(٤) الكوفي، اسمه زاذان، وقيل: دينار، وقيل: مسلم، وقيل: يزيد، وقيل: زبّان، وقيل: عبد الرحمن.
والقَتَّات: بفتح القاف وتشديد التاء الأولى وبعد الألف تاء ثانية، هذه النسبة إلى بيع القَت، وهو الفصة.
ضعفه النسائي وأحمد وقال: روى عنه إسرائيل أحاديث مناكير، وعن ابن معين ثلاث روايات: قال في رواية الدوري: في حديثه ضعف، وفي رواية: "ليس به بأس"، وفي رواية الدارمي: "ثقة"، والراجح من هذه الروايات رواية الدوري عنه؛ لأنها الموافقة للأئمة الآخرين، ولأن الدوري من ألزم الناس له.
انظر: تاريخ ابن معين برواية الدوري (٢/٧٣١) ، وبرواية الدارمي (٢٤٧/رقم٩٦٤) ، وسؤالات أبي داود
(٣١١-٣١٢/رقم٤٠٥) ، والجرح والتعديل (٣/٤٣٢) ، وتاريخ بغداد (٧/٢٣) ، والجوهر النقي (٢/٣٢٣ ـ مع السنن الكبرى ـ) ، واللباب (٣/١٤) ، والتهذيب (١/٢٣٠) ، والتقريب (٦٨٤/ت٨٤٤٤) .
(٥) حديث منكر جدا بل موضوع.
أخرجه مع القصة ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٨/١٦٣ ـ مختصره ـ) من طريق العتيقي به، كما أخرجه أيضًا الخطيب في تاريخ بغداد (٥/٢٦٢) ، ومغلطاي في "الواضح المبين" (ص١٨-١٩) من طريق المرزباني وابن حيّويه وأبي بكر بن شاذان كلهم عن نفطويه به، وإسناده صحيح إلى نفطويه.
قال مغلطاي: "هذا حديث إسناده صحيح".

وأخرجه من غير ذكر القصة ابن حبان في "المجروحين" (١/٣٤٩) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٥/١٥٦) ، و (٦/٥٠-٥١) ، و (١١/٢٩٨) ، و (١٣/١٨٤) ، والثعالبي في "حديثه" (١٢٩/١ ـ كما في السلسلة الضعيفة ١/٥٨٧) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (٢٨١/٢ ـ كما في السلسلة الضعيفة ١/٥٨٧ ـ) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"
(٢/٧٧١) ، وفي "مشيخته" (ص١٨٥ - الشيخ الثامن والسبعين-) من طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني به.
وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (١١/٤١٩) ، و (١٣/١١٢-١١٣) .
وفي إسناده أبو يحيى القتات ضعّفه الأئمة.
وفيه سويد بن سعيد الحدثاني، وهو الذي أعلّ به الأئمة هذا الحديث حتى قال من أجله يحيى بن معين: "لو كان لي فرس ورمح غزوت سويداً".
كما أعلّ به ابن عدي، والحاكم، والبيهقي، وابن القيسراني، وابن حجر وغيرهم. انظر: خلاصة البدر المنير (١/٢٦١-٢٦٢) ، والتلخيص الحبير (٢/١٤١) ، والواضح المبين (ص١٩) .
وقال ابن حبان في "المجروحين" (١/٣٥٢) : "يأتي عن الثقات بالمعضلات، روى عن علي بن مسهِر ... وذكر الحديث ثم قال: ومن روى مثل هذا الخبر الواحد عن علي بن مسهر يجب مجانبة رواياته، هذا إلى ما يخطئ في الآثار ويقلب الأخبار" ـ هكذا في مطبوع المجروحين، وفي المخطوط: "هذا يخطئ في الآثار ويقلب في الأخبار". انظر (ل١١٨/ب) .
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" بعد أن أخرج الحديث من ثلاثة طرق: "هذا حديث لا يصحّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، أما الطريقان الأولان فمدارهما على سويد بن سعيد ... ثم ذكر قول ابن معين وابن حبان فيه.
وقال ابن القيّم في "المنار المنيف" (ص١٤٠) : "موضوع عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم"، ثم فصّل القول فيه وحقّق في "زاد المعاد" (٤/٢٥٢-٢٥٦) ، وفي "روضة المحبّين" (ص١٨٠) .
وقال الحاكم بعد أن رواه من حديث محمد بن داود عن أبيه: "أنا أتعجّب من هذا الحديث؛ فإنه لم يحدّث به غير سويد" اهـ. انظر الواضح المبين (ص١٩) .
قلت: بل رواه غيره كما أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢/٧٧١-٧٧٢) من طريق محمد بن جعفر الخرائطي عن يعقوب بن عيسى عن ابن أبي نجيح عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به.
لكنه إسناد معلول؛ لأن يعقوب بن عيسى هذا ضعّفه الإمام أحمد وأبو زرعة، وقال العراقي: "في سنده نظر". انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (١/٢١٦) ، والتلخيص الحبير (٢/١٤٢) ، والمقاصد الحسنة (ص٤٢٠ -طبعة الخانجي) .
وأخرجه الخطيب ـ كما في التلخيص الحبير ـ من طريق الزبير بن بكّار عن عبد الملك بن الماجشون عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عن ابن أبي نجيح به.
وأورده أيضاً ابن القيّم في "الداء والدواء" (ص٣٥٣-٣٥٤) وتكلم عليه كما سيأتي.
وقد قوّى الحديث بمجيئه من هذه الطريق الزركشي فقال في "اللآلئ المنثورة" (رقم١٦٦) : "هذا الحديث أنكره يحيى بن معين وغيره على سويد بن سعيد، لكن لم يتفرد به، فقد رواه الزبير بن بكّار فقال: حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فذكره، وهو إسناد صحيح". اهـ.
والصحيح أن هذا الإسناد من غلط بعض الرواة، فأدخل إسناداً في إسناد، كما بيّن ذلك الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/١٤٢) ، وقد سبقه إلى ذلك ابن القيّم في "الداء والدواء" (ص٣٥٣-٣٥٤) فقال: أما حديث
ابن الماجشون عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً فكذب على ابن الماجشون؛ فإنه لم يحدّث بهذا، ولا حدّث به عنه الزبير بن بكّار، وإنما هذا من تركيب بعض الوضّاعين، ويا سبحان الله، كيف يتحمّل هذا الإسناد مثل هذا المتن؟! فقبّح الله الوضّاعين". اهـ.
ومما يزيد هذا الحديث ضعفاً أن يعقوب بن عيسى اضطرب فيه، فمرة يقول: عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعاً، فيرسله، ومرة يقول: عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فيسنده ويوصله. انظر السلسلة الضعيفة (١/٥٩٠) .
ويمكن أن يضاف إلى ذلك الاضطراب كون ابن أبي نجيح مدلّساً وقد عنعن هنا، كما أن هناك انقطاعاً آخر بين الخرائطي ويعقوب بن عيسى؛ فإن الخرائطي ولد في حدود سبع وثلاثين ومائتين تقريباً، ويعقوب مات في سنة ثلاث عشرة ومائتين، فبين ولادته ووفاة يعقوب أربع وعشرون سنة. انظر هامش بيان الوهم والإيهام (٥/٢٤١) .
وإضافة إلى ما سبق أن سويد بن سعيد قد اختلف عليه في هذا الحديث كما أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"
(١٢/٤٧٩) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ به مرفوعاً.
وهذا إسناد خطأ، والحمل فيه على أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، قال عنه الدارقطني: "ليس بالقويّ، يأتي بالمعضلات". انظر لسان الميزان (١/٢٩٢) .
وقال الخطيب: "رواه غير واحد عن سويد، عَنْ عَلِيِّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عباس وهو المحفوظ".
قلت: ولكنه معلول كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>