للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لِمَ جُعِل الموقِفُ من وراء الحَرَم ولَمْ [ل/٥١أ] يُصَيَّرْ في المشعَر الحرام؟ قال: الكعبة

بيت الله عزَّ وجلَّ والحرام حِجابُه، والموقِف بابُه، فإذا قصدَه الوافِدونَ أوقفهم

بالباب يتضرَّعون، فلما أذن لهم بالدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المُزدلِفة، فلما

نظر إلى كثرة تضرُّعِهم وطُول اجتهادِهم رَحِمَهم، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قُربانِهم،

فلما قرَّبُوا قُربانَهم وقَضَوْا تَفَثَهم وتطَهَّرُوا من الذنوب التي كانت حجابا بينهم وبينه

أمرهم بزيارة بيتِه على طهارة منه لهم، قال: فقال له: لِمَ كُره الصوم أيامَ التَّشريق؟

فقال: القوم في ضِِيافةِ الله عزَّ وجلَّ ولا يَجِبُ على الضَّيْف أن يصومَ عند من أضافَه،

قال: قلت: جُعِلْتُ فِداك، فما بال الناس يتعلَّقُون بأستار الكعبة وهي حَجَر لا يَنفَع

شيئا؟ قال: وَيْحَك، مِثْلُ رجلٍ بينَه وبينَ رجل جُرْمٌ فهو يتعلَّق به ويطُوفُ حولَه رجاءَ

أن يَهَبَ له ذلك الجُرْمَ)) (١) .

٢٤٥ - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، حدثنا نصر بن القاسم الفَرَائِضيّ، حدثنا عُبيدالله بن عمر القَوَارِيريّ، حدثنا المِنهال


(١) أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (٥/٩٣-٩٥) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (٦/٢٦٤-٢٦٦) من طريق محمد ابن أبي نصر الحميدي، عن الحسين بن محمد المالكي القيسي، عن عبد الكريم بن أبي جدار به.

<<  <  ج: ص:  >  >>