(٢) إسناده صحيح، ولكن لم أجد من نقله عن حُبيش غير المصنف. وكذا لم أجد من وافقه على هذا الحكم العام، إلا أن يكون مراده كل حديث على حدة، وإلا فالحديث صحيح ثابت، مروي عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، ومنه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الذي أخرجه ابن أبي شيبة (٧/٢٩٥) ، وأحمد (٢/١٧٩) ، وأبو داود (٣/٢٨٩ ـ طبعة دار الفكر ـ) ، كتاب البيوع، وابن الجارود في "المنتقى" (ص٢٤٩) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/١٥٨) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/٤٨٠) من طرق عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده قال: أتى أعرابي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: إن أبي يريد أن يجتاح مالي؟ قال: "أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أموال أولادكم من كسبكم، فكلوه هنيئًا". هذا لفظ أحمد وإسناد حسن، وله شواهد من حديث عائشة، وجابر وابن مسعود، وسمرة بها يصح الحديث والحمد لله. (٣) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٨/٤٠١) من طريق أبي يعلى الموصلي به. وأخرجه ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (٢/٣٩٤ـ طبعة دار الكتب العلمية ـ) ، والدينوري في "المجالسة" (٢/٤٠٠/ رقم ٥٨١) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٨/ ٤٠١) ، كلاهما عن محمد بن داود، عن عبد الصمد بن يزيد به مثله.
وأورد نحوه الزمخشري في "ربيع الأبرار" (٢/٦٦١) قال: "شكا رجل إلى أخيه الحاجة والضيق، فقال له: يا أخي، أغير تدبير ربك تريد؟! لا تسأل الناس، وسل من أنت له".