(٢) هكذا في المخطوط، وفي إسناد الخطيب في "الجامع" "موسى بن مُرْدِي"، وفي "جامع بيان العلم" لابن عبد البر "موسى بن قزوي"، والظاهر أن هذه الأسماء مصحّفة؛ بحيث إنني بعد البحث والتنقيب لم أجد من يتسمّى بأحد هذه الأسماء في الكتب، ثم إن البيهقي أخرج الأثر من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن الأشجعي، قال: سمعت موسى يروي عن الحسن ... فذكره. وزد على هذا وذاك، أن المصادر تضطرب في ذكر هذا الاسم، ولم تتفق، فهذا يؤيّد كونها مصحّفة، ثم وقفت على "نسخة يحيى بن معين برواية الصوفي عنه" التي حقّقها عصام السناني في بحث تكميلي لنيل درجة العالمية "ماجستير" في جامعة الملك سعود، فإذا بالنسخة أثبت فيها "موسى بن قردي"، فهذا لون آخر من التصحيف. ومن أجل هذا الاختلاف ذهب الباحث إلى ترجيح كون هذا الاسم مصحّفاً، مستدلاًّ عليه بأدلة، منها ما سبق ذكره. ومنها أن الذهبي روى الأثر إلى الحربي، عن الصوفي، وفيه: "موسى فروى عن الحسن". سير أعلام النبلاء (٨/٥١٧) . ومنها أن احتمال وقوع التصحيف وارد، كأن يكون المراد بموسى هذا هو موسى بن إسماعيل التبوذكي الذي روى عن أصحاب الحسن كثيراً منهم: - موسى عن القيسي، عن الحسن. انظر تهذيب الكمال (١٤/٣٢٢) . - أو موسى عن القرشي عن الحسن. انظر الجرح والتعديل (٣/٤٦٩) . - أو موسى، عن قرة، عن الحسن. انظر تاريخ بغداد (٢/٤٠٠) . ومنها أن يكون الصواب أبا موسى عن الحسن، وهو إسرائيل بن موسى صاحب الحسن. الجرح والتعديل (٢/٣٣٠) .
ومنها أن هناك طائفة من الرواة تقرب أسماؤهم من اسم موسى بن قردي، وبعضهم في طبقة تلاميذ الحسن، مثل: موسى القتبي (التاريخ الكبير ٧/٢٩٨) ، وموسى بن قرير (تلخيص المتشابه ١/٢٤٧) ، وموسى بن كردم، وموسى الفروي (التقريب) . انظر نسخة يحيى بن معين برواية الصوفي (ص٢٠٦-٢٠٧ ـ هامش النص المحقق ـ) . وإذا ثبت أن موسى بن قردي، أو موسى بن مُردي، أو موسى بن قزذي أسماء مصحّفة، فأقرب الاحتمالات إلى الصواب أن يكون "موسى يروي" ـ كما عند البيهقي ـ، أو "موسى فروى" ـ كما عند الذهبي ـ. وإذا صحّ هذا فمن هو موسى هذا؟ بعد البحث والنظر فيمن روى عن الحسن، لم نجد من يحمل هذا الاسم إلا موسى بن داود البصري ـ وهو ثقة ـ، وهو أقرب الاحتمالات إلى الصواب والله أعلم. انظر الجرح والتعديل (٨/١٤١) ، ونسخة يحيى بن معين يرواية الصوفي (ص٢٠٧ ـ هامش النص المحقق ـ) .