للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن خالد الجَنَديّ (١)

، عن


(١) محمد بن خالد الجَنَديّ اختلف فيه:
فوثقه ابن معين كما روى عنه المصنف في الرواية التي بعدها، والمزي في "تهذيب الكمال" (٢٥/١٤٩) من طريق أحمد ابن محمد بن المؤمل الصوري، عن يونس بن عبد الأعلى.
وأما الإمام الشافعي فقد روى عنه معتدًّا به كما في هذا الحديث وغيره، وأثنى عليه، ووصفه مع غيره بأنهم من علماء اليمن، قال ـ رحمه الله ـ: "سألت محمد بن خالد، وعبد الله بن عمرو بن مسلم، وعدة من علماء اليمن، فكلهم حكى لي عن عدد مَضَوا قبلهم، كلهم ثقة ... ".
الأم (٤/١٧٩) ، وانظر السنن الكبرى للبيهقي (٩/١٩٤) ، والمعرفة له (رقم ١٨٥٢١) .

وقال الذهبي ـ معقبًا لقول الحاكم فيه "مجهول" ـ: "بل هو مشهور من شيوخ الشافعي". المغني في الضعفاء (٢/٥٧٦) .
وقال في "الميزان" (٣/٥٣٥) : "قد وثقه يحيى بن معين، والله أعلم، وروى عنه ثلاثة رجال سوى الشافعي".
وكذا وافقه ابن كثير في "نهاية البداية والنهاية" (١/٤٥) فقال: "وليس هو بمجهول كما زعمه الحاكم، بل قد روي عن ابن معين أنه وثقه"، وقال الحاكم والبيهقي: "مجهول". التهذيب (٩/١٤٤) .
وقال الآبري: "ومحمد بن خالد الجَنَدي، وإن كان يذكر عن يحيى بن معين ما ذكرته، فإنه غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل"، وقال الأزدي: "منكر الحديث"، وقال ابن عبد البر: "متروك"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "شيخ مجهول".
انظر التمهيد (٢٣/٣٨-٣٩) ، ومنهاج السنة (٤/١٠٢) ، والتهذيب (٩/١٤٤) .
قلت: أعدل القولين وأقربهما إلى الإنصاف قول من وصفه بأنه مجهول، وليس هو بثقة ولا متروك، وذلك لما يلي:
- أن توثيق ابن معين له لم يثبت إسناده كما سيأتي في الرواية التي بعد هذه.
- أن ثناء الإمام الشافعي له، وروايته عنه ليس صريحًا في توثيقه، بل ربما كان ذلك محمولاً على علمه ومعرفته، لا روايته وهو الأظهر.
- وأما قول من قال بتركه أو إنكاره، ففيه إجحاف، بعيد عن الإنصاف، لما سبق من ثناء الإمام الشافعي له، وقال الحافظ عبد الملك بن محمد بن أبي ميسرة اليافعي في إسناد حديث هو أحد رجاله: "ليس فيه كذّاب ولا متروك"، وهما - أعني الشافعي والحافظ اليافعي- أعلم به، أما الشافعي فلأنه شيخه، وأما الحافظ عبد الملك فهو من حفاظ اليمن فهو بلديّه، وهو أعلم بأهل بلده، والله أعلم.
انظر طبقات فقهاء اليمن للجعدي (ص٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>