للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بنِ عبد المُطَّلِب رَضِيَ الله عنه قبلَ أن يذهَبَ بَصَرُه يقرَأُ في المُصْحَف في كلِّ يومِ جُمْعةٍ نَظَراً، قال: فزُرْتُه يومَ الجمعة وهو يقرأُ في المصحف فمرَّ بهذه الآية {إِنَّ الْمُجْرِمِيْنَ فِيْ ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُوْنَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوْهِهِمْ [ل/٩٦أ] ذُوْقُوْا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (١) فقال: واللهِ، إنِّي ما أعرِفُ أصحابَ هذه الآية، واللهِ ما كانُوا، ولَيَكُوْنُنَّ)) (٢)


(١) الآيات (٤٧-٤٩) من سورة القمر.
(٢) إسناده كسابقه، فيه ابن الأشعث والديباجي.
أخرجه البخاري ـ مختصرًا ـ في "التاريخ الكبير" (١/١٨١، ٣١٨) من طرق عن إبراهيم بن محمد به بلفظ:
"كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك".
وأخرجه الطبري في "التفسير" (٢٧/١١٠) من طريق هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي ثابت، عن إبراهيم بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عباس أنه كان يقول: "إني أجد في كتاب الله قوماً يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ يقال لهم: ذوقوا مس سقر؛ لأنهم كانوا يكذبون بالقدر، وإني لا أراهم، فلا أدري أشيء كان قبلنا أم شيء فيما بقي".

قلت: هذا إسناد حسن، وأبو ثابت هو أيمن بن ثابت الكوفي، صدوق قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (١١٧/ت٥٩٥) .
وله طريق آخر عن ابن عباس، أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (٣/٥٤١) من طريق مروان بن شجاع الجزري، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح قال: أتيت ابن عباس وهو ينزع في زمزم وقد ابتلّت أسافل ثيابه فقلت له: قد تكلم في القدر، فقال: أَوَ قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: "والله، ما نزلت هذه الآية إلا فيهم {ذُوْقُوْا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} ، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا على موتاهم، ولو أريتني واحداً منهم فقأت عينه".
في هذا الإسناد عنعنة ابن جريج، وهو مدلس، ولكن إذا ضم هذا الطريق إلى ما قبله يكتسب قوة واحتجاجاً وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>