(٢) هو دينار بن عبد الله، أبو مكيس الحبشي المعمّر، كان يزعم أنه مولى لأنس بن مالك، ويحدث عنه. قال ابن عدي: "منكر الحديث ضعيف، ذاهب، شبه المجهول"، وقال ابن حبان: "يروي عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه"، وقال الذهبي: يغلب على ظني أنه كذاب، ما لحق أنساً أبداً"، مات سنة تسع وعشرين ومائتين. الكامل لابن عدي (٣/١٠٩-١١١) ، والمجروحين (١/٢٩٥) ، وتاريخ بغداد (٨/٣٨١-٣٨٢) ، والميزان (٢/٣٠-٣١) ، والمغني (١/٢٢٤) ، وسير أعلام النبلاء (١٠/٣٧٦) ، واللسان (٢/٤٣٤-٤٣٥) . (٣) ما بين المعقوفتين ليس في المخطوط، وأثبتناه من بعض مصادر التخريخ. (٤) إسناده واهٍ، فيه: دينار أبو مكيس، وهو منكر الحديث، واتهمه بعضهم. وهمام الأبلي لم أقف له على ترجمة. أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (٢/١٠٤) عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ القصاص، عن دينار مولى أنس مرسلاً بلفظ: ((طوبى لمن رآني وآمن بي، ومن رأى من رآني)) . وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص٦٤-٦٥) من طريق أبي الحسن النضر بن شداد بن عطية، عن أبيه، عن أنس مثله، وزاد: ((وآمن بي)) . وفي إسناده النضر بن شداد بن عطية، وأبوه لم أقف لهما على ترجمة. وأخرج تمام الرازي في "فوائده" (٢/١٣) عن أبي الحسن خيثمة بن سليمان، عن أبي جعفر محمد بن مسلمة الواسطي، عن موسى الطويل، عن أنس مثله. وفي إسناده موسى الطويل، وهو صاحب المناكير، كان يزعم أنه خادم أنس بن مالك. انظر تسمية من لقب بالطويل (ص٩٢-٩٣) .
وأخرجه أحمد (٣/١٥٥) عن هاشم بن القاسم، عن جَسْر، عن ثابت عن أنس بلفظ: ((طوبى لمن آمن بي ورآني)) ـ مرة ـ، ((وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَني)) ـ سبع مرار ـ. إسناده ضعيف من أجل جسر بن فرقد، وهو ضعيف. انظر الكامل لابن عدي (٢/١٦٨-١٦٩) ، والميزان (١/٣٩٨) ، واللسان (٢/١٠٤-١٠٥) . وأخرجه أبو يعلى (٦/١١٩/ح٣٣٩١) من طريق محتسب بن عبد الرحمن، عن ثابت به، ومحتسب هذا ضعيف أيضاً، ولكن يصلح في المتابعات، وقد تابعه جسر بن فرقد كما سبق، وقد حسن هذا الإسناد الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/٦٧) . والحاصل أن الحديث باللفظ الذي أورده المصنف لم يثبت، وإنما الثابت بلفظ: ((طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يرَني)) . ولهذا اللفظ شواهد كثيرة لا يخلو كل طريق لها من مقال، وأحسنها حديث أبي عبد الرحمن الجهني عند أحمد (٤/١٥٢) ، ومنها عن أبي سعيد الخدري، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وعبد الله بن بسر، وعبد الله بن عمر.