للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يَقْتَدِح الشَّكُّ في قلبه بأوّلِ عارضٍ من شُبْهة، لا ذا ولا ذا (١)

، فمن مَنْهوم باللَّذَّة (٢) سلِسِ القِيَاد للشَّهَوات، أو مُغْرًى بجمع الأموال والادِّخار، لَيْسَا (٣) من دُعاة الدين، أقرب شَبَهًا بهما الأنعامُ السَّائِمة، كذلك يموتُ العلم بموت حامِليه، اللهمَّ بَلَى، لن تخلُوَ الأرض مِنْ قائِمٍ بحُجّةٍ (٤) لِكَيْلَا تَبْطُلَ حُجَجُ الله عزَّ وجلَّ وبَيِّناتُه، أولئك الأَقَلُّون عَدَداً، الأَعْظَمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عزَّ وجلَّ عن حُجَجه حتَّى يردُّوها إلى نُظرائِهم ويزرَعُوها (٥) في قلوب أَشْباهِهم، هجم بهم العلمُ على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استَوْعَر منه المُتْرَفون، وأنِسوا مما (٦) استَوْحَش منه الجاهلون، صَحِبوا (٧) الدنيا بأبدانٍ أرواحُها معلَّقةٌ بالمحلِّ الأعلى، أولئك خُلَفاء الله عزَّ وجلَّ في بلاده، والدُّعاةُ إلى دينِه، هاه هاه (٨) شَوْقاً إلى رُؤيتِهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شِئْتَ فقُمْ)) (٩)


(١) عند الذهبي: "اللهم لا ذا ولا ذا"، وعند الخطيب: " ... ولا ذاك"..
(٢) عند الخطيب: "أو منهوماً باللذات".
(٣) عند الخطيب "ليس" بدون ألف الاثنين.
(٤) عند الخطيب والمزي: "من قائم لله بحججه".
(٥) في المخطوط: "يزرعونها"، والمثبت من "فوائد الأبهري" وغيره.
(٦) في المخطوط "وأنسوا منه ما"، والمثبت من "فوائد الأبهري".
(٧) عند الخطيب "صاحبوا".
(٨) في المخطوط "هاهاه"، والمثبت من "فوائد الأبهري" و"تذكرة الحفاظ".
(٩) إسناده ضعيف جدًّا فيه:
- إسماعيل بن موسى الفزاري، وتقدم ما فيه.
- والثمالي ضعيف رافضي، كما تقدم.
- وعبد الرحمن بن جندب مجهول.
والأثر أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص٣٢-٣٤/رقم١٦) ، ومن طريقه ابن الشجري في "الأمالي" (١/٦٦) بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/٧٩-٨٠) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (٢٤/٢٢٠-٢٢٢) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (١/١١) من طريق محمد بن الحسين الخثعمي به.

وأخرجه أبو نعيم في المصدر السابق، ومن طريقه أبو بكر الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/١٨٢-١٨٣) من طريق
أبي نعيم ضِرَار بن صُرَد، عن عاصم بن حُميد به.
ويروى من وجه آخر عن كميل بإسناد واهٍ، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٦/٣٧٩) .
قال الخطيب بعد إيراده لهذا الأثر في "الفقيه والمتفقه" (١/١٨٤) : "هذا الحديث من أحسن الأحاديث معنى، وأشرفها لفظاً، وتقسيم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الناس في أوله تقسيم في غاية الصحة، ونهاية السداد، لأن الإنسان لا يخلو من أحد الأقسام الثلاثة التي ذكرها مع كمال العقل، وإزاحة العلل، إما أن يكون عالماً، أو متعلِّماً، أو مُغفَّلاً للعلم وطلبه، ليس بعالم، ولا طالب له".

<<  <  ج: ص:  >  >>