للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الحرَّاني، حدثنا محمد بن حاتم المصيصي، حدثنا إسحاق ابن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يرخَّص فيه من السماع ويحتجون فيه بقول أهل المدينة، فقال مالك بن أنس رحمه الله: ((ما يقُولُه عندنا إلا الفُسَّاق)) (١) .

٤٤ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إبراهيم المُقرِئ، حدثنا أبوبكر البَزَّاز (٢) ، حدثنا أحمد ابن دليل قال: ((مررت بمعلم يضرِب صبيا ويقول: والله لأضرِبَنَّك حتى تقولَ لي من حَفَرَ البحر، فَتَقَدَّمْتُ فقلتُ: أعزَّك الله، أنا جدُّ هذا، وَاللهِ ما أَدْرِي مَنْ حَفَرَ البحر، فإنْ كنتَ تَعْلَم فَقُلْ حتَّى أَتَعلَّمَ أنا والصبيُّ، قال: حَفَرَ البحرَ كَرْدَم أخو آدمَ


(١) في إسناده محمد بن الحسن التميمي، وأبو بكر بن أبي الأصبغ، وإبراهيم بن عبد الله بن منير الحراني، لم أجد لهم ترجمة، والأثر صحيح عن الإمام مالك.

أخرجه عبد الله في "مسائل أبيه" (٢/٧٠/رقم١٥٨٢) قال: حدثني أبي، قال: حدثنا إسحاق بن الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخّص فيه بعض أهل المدينة من الغناء، فقال: ((إنما يفعله عندنا الفساق)) .
إسناده صحيح، وهذا يخالف مايروى عن مالك من تساهله في مسألة الغناء، من ذلك ما رواه ابن القيسراني في كتاب "السماع" من طريق أبي محمد الدرستي قال: بلغني عن مصعب الزبيري قال: حضرت مجلس مالك بن أنس فسأله
أبو مصعب عن السماع، فقال مالك: ((ما أدري، أهل العلم ببلدنا لا ينكرون ذلك، ولا يقعدون عنه، ولا ينكره إلا غبي جاهل، أو ناسك عراقي غليظ الطبع)) .
قلت: في إسناده انقطاع أو إرسال بين أبي محمد الدرستي ومصعب الزبيري حيث قال الأول: بلغني.
انظر: كتاب السماع (ص٤٦) ، وترتيب المدارك (١/٢٣٣ فما بعدها) .
(٢) هو أحمد بن عبيد الله بن الحريض، أبو بكر البزاز.
قال الخطيب: "روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني".
مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، تاريخ بغداد (٤/٢٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>