أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٨/٣٨٢) من طريق عمر بن محمد بن علي الزيات به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٣/١٠٩) من طريق عبد الله بن ناجية به. وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص١٤٤) وعزاه للخطيب وقال: "هو موضوع، والمتهم به دينار، رجل
يروي عن أنس الموضوعات، وقد أخرجه ابن عساكر من حديث معاذ، والديلمي من حديث علي رضي الله عنه". قلت: وقد ورد من حديث ابن عمر مرفوعا ((من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله، وبرئ الله منه، وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائعاً فقد برئت منهم ذمة الله تعالى)) . أخرجه أحمد (٢/٣٣) ، وابن أبي شيبة (٦/١٠٤) ، وأبو يعلى (١٠/١١٨) ، والبزار (ح١٣١١ -كشف الأستار) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٨/٢١٠) ، والحاكم (٢/١٤) من طريق أصبغ بن زيد، عن أبي بشر، عن كثير بن مرة الحضرمي، عنه به. وسقط في مطبوعة المستدرك "أبو بشر" من الإسناد، ووقع عند البزار "عمرو بن دينار" مكان "كثير بن مرة". قلت: وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد، فيه أصبغ بن زيد، وهو مختلف فيه، وقد تفرد به عن أبي بشر، وأبو بشر هذا مجهول. وكذا أعل الحديث بأصبغ بن زيد كل من ابن حزم، وابن عدي، والزيلعي، والعراقي، وابن حجر. انظر الكامل (١/٤٠٠) ، والمحلى (٩/٦٤) ، ونصب الراية (٤/٢٦٢) ، والقول المسدّد (ص٧) ، والدراية (٢/٣٣٤) . قال ابن عدي: "وهذه الأحاديث ـ وذكر منها هذا الحديث ـ لأصبغ غير محفوظة، يرويها عنه يزيد بن هارون، ولا أعلم روى عن أصبغ هذا غير يزيد بن هارون". اهـ. وأصبغ هذا قال عنه ابن حبان في "المجروحين" (١/١٧٤) : "يخطئ كثيراً، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". قلت: وأما أبو بشر فإنه مجهول، قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر، وأبو بشر لا أعرفه". العلل (١/٣٩٢) . وقال ابن أبي حاتم: "سئل يحيى بن معين عن أبي بشر الذي يحدّث عن أبي الزاهرية الذي روى عنه أصبغ بن بن زيد، فقال: "لا شيء". الجرح والتعديل (٩/٣٤٧) . للحديث طريق آخر عن ابن عمر أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" ـ كما في "الميزان" (١/٤٧٦) ـ عن أيها ابن أبي خلف، أبي هريرة، عن محمد بن المبارك الصوري، عن مالك، عن نافع، عنه به. قال الدارقطني: "هذا باطل، ليس في رواته من يتّهم سوى أبي هريرة هذا". قلت: وتحصل من هذا أن هذا الحديث لم يثبت من جميع طرقه وَاللَّهُ أَعْلَمُ.