(٢) إسناده ضعيف، فيه سويد بن سعيد الحدثاني، وكان يتلقن ما ليس من حديثه ـ كما تقدم ـ وقد تفرد بوصل هذا الحديث، وغيره رواه مرسلاً وهو الصواب. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٣/٤٣٨) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/٤٨) من طريق سويد بن سعيد به، وفيه زيادة.
قال ابن عدي: "وهذا الكلام الأول في متنه ((هذه وهذه سواء)) ، وهو مشهور عن شعبة، والكلام الثاني بهذا الإسناد ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صلى على قبر أم سعد)) ، لم يروِه غير سويد، ولم يجمع بين المتنين لنا أحد ممن حدثناه عن سويد غير المنجنيقي وعمران، وحدّثناه جماعة عن سويد فذكروا فيه المتن الثاني الغريب". وقال البيهقي نحوه، وقال: والمشهور عن قتادة، عن ابن المسيب، عن النبي صلى الله غليه وسلم مرسلاً ... قيل لأحمد: حدث به سويد بن سعيد عن يزيد بن زريع، قال: لا تحدث بمثل هذا". وأما الحديث المرسل فأخرجه الترمذي (٣/٣٥٦ح١٠٤٣) كتاب الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على القبر، وابن الجوزي في "التحقيق" (٢/١٦) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (٦/٢٦٤ ـ تعليقاً ـ) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي شيبة (٣/٤١) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (٦/٢٠) من طريق عبدة بن سليمان،، كلاهما عن سعيد بن عروبة، عن قتاده، عن سعيد بن المسيب ((أن أم سعد بن عبادة ماتت وهو غائب، فلما قدم أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أحب أن تصلي على أم سعد، فأتى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبرها، فصلى عليها)) . قال البيهقي: "هو مرسل صحيح". وقال أيضاً: "والمشهور عن قتادة، عن ابن المسيب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلاً". انظر نصب الراية (٢/٢٦٥) ، والتلخيص (٢/١٢٥) . وقد تقدم حديث صلاة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على القبر في الرواية رقم (٦١٥) من حديث ابن عباس رضي الله عنه، ولكن بدون تقييد بشهر.