للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

موسى (١) قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ((ويل للمحدِّث إِنِ اسْتَضْعَفَه أصحابُ الحديث، قلتُ له: يعملون به ماذا؟ قال: إن كان كذوبا (٢) سرقوا كُتُبَه وأفسدوا حديثَه، وحبسوه وهو حاقن حتى يأخُذَه الحصْر، فيقتلوه بشرِّ قَتْلَة، وإن كان ذكرا فحلا استَضْعَفَهم، وكانوا بين أمرِه ونهيِه، قلتُ: وكيف يكون ذلك؟ قال: يكون يعرف ما يخرج من رأسه، ويكون هذا الشأن صَنْعَتَه، أمَا سمعتَ أبا بكر الهُذَليَّ كيف يقول؟ قال لي الزهري: أيُعجِبك الحديث؟ قلتُ: نعم، قال: أمَا، إنه يُعجِب ذكورَ الرجال ويكرَهُه مُؤَنَّثُهم، أما ذكور الرجال فهم الذين يطلبون الحديث والعلم وعرفوا قدره، وأما مُؤَنَّثُهم (٣) فهم هؤلاءِ الَّذين يقولون: أَيْشٍ تعمَل بالحديث وتَدَعُ القرآن؟


(١) ابن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو علي الأسدي البغدادي، ولد سنة تسعين ومائة.
وثّقه الدارقطني. وقال أبو بكر الخلال الفقيه: "كان أحمد بن حنبل يكرم بشر بن موسى، وكتب له إلى الحميدي إلى مكة".
وقال الخطيب: "كان ثقة أميناً، عاقلاً ركينًا"، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين.
الجرح والتعديل (٢/٣٦٧) ، وتاريخ بغداد (٧/٨٦-٨٧) ، وتذكرة الحفاظ (٢/٦١١-٦١٢) ، وسير أعلام النبلاء
(١٣/٣٥٢-٣٥٤) .
(٢) كذا في المخطوط، وفي "سير أعلام النبلاء": "كودناً"، والكودن البغل أو الحصان الهجين، ويشبه به الرجل البليد.
(٣) هكذا في المخطوط، وينبغي أن يكون "مؤنثوهم" بالجمع؛ لأن الخبر يأتي جمعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>