للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُؤسِّس ديناً غير ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وإذا أراد معرفة شيء من الدِّين نظر فيما قاله الله والرسول - صلى الله عليه وسلم -، فمنه يتعلم، وبه يتكلم، وفيه ينظر، وبه يستدلّ، فهذا أصل أهل السنة)) (١).

ولا شك أن الاختلاف يسبب الشرور الكثيرة، والفرقة، والعذاب؛ ولهذا قال الله تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (٢).

وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قيل: من هم يا رسول الله، قال: ((هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وفي لفظ: ((الجماعة)) (٣)، أي: هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.

وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: ((كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم) قلت: هل بعد ذلك الشرّ من خير؟ قال: ((نعم وفيه دخن) قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يستنّون بغير سُنتي، ويهتدون بغير هَديي،


(١) مجموعة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ١٣/ ٦٣.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٠٥.
(٣) أخرجه أبو داود، في كتاب السنة، باب شرح السنة، برقم ٤٥٩٦، ٤٥٩٧، والترمذي، في كتاب الإيمان، باب افتراق هذه الأمة، برقم ٢٦٤١، وابن ماجه، في كتاب الفتن، باب افتراق الأمم، برقم ٣٩٩٢.

<<  <   >  >>