للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاجة أن يدع طعامه وشرابه)) (١).

٢ - الصوم وسيلة إلى شكر النعم؛ لأن كفّ النفس عن الأكل، والشرب، وسائر المفطرات من أجلِّ النعم وأعلاها؛ لأن الامتناع عن هذه النعم زماناً معتبراً يُعرِّفُ قدرها؛ لأن النعم مجهولة، فإذا فقدت عُرفت، فيحمل ذلك على القيام بشكر الله تعالى؛ ولهذا إذا أفطر الصائم وجد لذة عظيمة للشراب البارد على الظمأ، وكذلك الطعام، فيحمله ذلك على شكر الله - عز وجل -، وقد جاءت الإشارة إلى ذلك أثناء الكلام عن الصيام قال الله تعالى:

{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} (٢).

٣ - الصوم يقهر الطبع ويحدُّ من الشهوة؛ لأن النفس إذا شبعت رغبت في الشهوات، وإذا جاعت امتنعت عما فوائد الصيام ومنافعه

تهوى؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب من استطاع


(١) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، بابُ من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم، برقم ١٩٠٣.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٥.

<<  <   >  >>