للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثالث

الخوارق من غير الأنبياء

كرامات الأولياء:

من أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات (١) الأولياء، وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات (٢) .

وقد أنكر طوائف من المسلمين كرامات الأولياء، ومن هؤلاء المعتزلة وحجتهم في دعواهم أنَّ خرق العادة لو صحَّ من غير الأنبياء لالتبس النبي بالولي، ولم تكن المعجزة دليلاً على صدق الأنبياء (٣) .

وقولهم هذا مردود، لأن من كرامات الأولياء ما حدّث به القرآن وصحَّ ذكره في الأحاديث الصحيحة، وتواتر النقل به، والناس يشاهدون شيئاً منه في كل عصر ومصر.

والشبهة التي جاؤوا بها إنما تصحُّ إذا كان الولي يأتي بالخارق ويدَّعي النبوة، وهذا لا يقع، ولو ادعى النبوة لم يكن ولياً بل كان متنبئاً كذاباً (٤) ، وقد أنكر الإمام أحمد على الذين نفوا كرامات الأنبياء، ولم يصدفوا بها، وضلَّلَهم (٥) .


(١) يعرف علماء التوحيد الكرامة بأنها أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة، ولا هو مقدمة لها، يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم لمتابعة نبي مكلف بشريعته، مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح، علم بها ذلك العبد أم لم يعلم (لوامع الأنوار البهية: ٢/٣٩٣) .
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٣/١٥٦.
(٣) شرح العقيدة الطحاوية: ص٥٦٣.
(٤) المصدر السابق.
(٥) لوامع الأنوار البهية: ٢/٣٩٣.

<<  <   >  >>