للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قالت عائشة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: " اللَّهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ، وصَحِّحْها، وبارك لنا في صاعها ومدِّها، وانقل حمّاها، فاجعلها في الجحفة " رواه البخاري (١) وزاد البخاري في آخر كتاب الحج: " ثم يقول بلال: اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلى أرض الوباء " (٢) .

إذن كانت يثرب موبُوْءَة بالحمى، لا يكاد يدخلها أحد إلاّ أصابته.

وقد استجاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فنقل عنها الحمى، وصحَّحَها، ومنع عن المدينة الطاعون، ففي الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل عليه السلام بالحمّى والطاعون، فأمسكت الحمّى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام " (٣) .

وإمساكه الحمّى بالمدينة لعله في بداية الأمر، ثمَّ أمر بإرسالها إلى الجحفة، أو أن المراد بإمساكها بالمدينة المنطقة التي فيها المدينة، ذلك أن الجحفة تقع قرب المدينة، وعلى كلّ فالبشارة واضحة وقعت كما أخبرت التوراة.


(١) انظر فتح الباري: ٧/٢٦٢ (٣٩٢٦) .
(٢) فتح الباري: ٧/٢٦٣، وانظر البخاري (١٨٨٩) .
(٣) مسند الإمام أحمد: (٥/٨١) .

<<  <   >  >>