للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المعلوم أن لفظ (إسلام) يفيد معاني واسعة جداً، ويشتمل على ما تشتمل عليه ألفاظ (السلم، السلام) (الصلح، المسالمة) (الأمن، الراحة) .. وتتضمن معنى زائداً وتأويلاً آخر أكثر وأعم وأشمل وأقوى مادة ومعنى، ولكن قول الملائكة: " على الأرض سلام " لا يصح أن يكون بمعنى الصلح العام والمسالمة، لأنّ جميع الكائنات وعلى الأخص الحيَّة منها، ولا سيما النوع البشري الموجود على كرة الأرض دارنا الصغيرة هي بمقتضى السنن الطبيعة والنواميس الاجتماعية خاضعة للوقائع والفجائع الوخيمة كالاختلافات والمحاربات والمنازعات..، فمن المحال أن يعيش الناس على وجه الأرض بالصلح والمسالمة ".

ثم يستشهد بقول المسيح: " ما جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً " (متى ١٠: ٣٤) .

ويستشهد بقول آخر للمسيح: " جئت لألقي ناراً على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟ أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً على الأرض؟ كلا أقول لكم بل انقساماً " (لوقا: ١٢: ٤٩-٥٣) .

وعلى هذا فالترجمة لا تنطبق ورسالة المسيح وأقواله والصواب " وعلى الأرض إسلام ". (انظر البحث من ص٣٨-٤٤) .

كما يرى أن (أيادوكيا) بمعنى (أحمد) لا (المسرة أو حسن الرضا) كما يترجمها القسس، وذلك لأنه لا يقال في اليونانية لحسن الرضا (أيودوكيا) بل يقال: (ثليما) .

ويقول: إن كلمة (دوكوته) ، هي بمعنى (الحمد، الاشتهاء، الشوق، الرغبة، بيان الفكر) . وها هي ذي الصفات المشتقة من هذا الفعل (دوكسا) وهي (حمد، محمود، ممدوح، نفيس، مشتهى، مرغوب، مجيد) .

واستشهد بأمثلة كثيرة من اليونانية لذلك. وقال: إنهم يترجمون (محمديتو) في (أشعيا ٦٤: ١١) بـ (اندوكساهيمون) ، ويترجمون الصفات

<<  <   >  >>