ولفظه في ((مسند عبد بن حميد)) : عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد أفضل، وأخير، من أبي بكر، إلا أن يكون نبيٌّ ". (٢) أخرجه الترمذي: (٣٦٦٤) من حديث أنس بن مالك، و (٣٦٦٥) من حديث علي بن أبي طالب، وكلاهما صحيح. (٣) المهتدون بهدى الكتاب والسنة يرون أنّ الرسل أفضل الخلق وأكملهم، وقد اختارهم العليم الخبير كي يكونوا سفراءه إلى خلقه، وينبغي أن نفرق بين ما جبلهم الله عليه من الفضائل والمزايا وبين ما أوحاه إليهم، فالذي أوحي إليهم به لم يكن لهم به علم، وليس لذكائهم وفظنتهم من شيء فيه، ولذلك قال الله لرسوله: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الإيمانُ) [الشورى: ٥٢] وهذا يرد على ذلك الصنف من الذين يزعمون أنهم يعظمون الرسول صلى الله عليه وسلم، ويصفونه بالعبقرية، ثم ينسبون كل شيء إلى عبقريته، حتى العلوم التي جاء بها، وهذه خدعة ماكرة، يريدون من ورائها إنكار الوحي، ونسبة هذه العلوم الإلهية الربانية إلى العبقرية المحمدية، ونحن في الرد عليهم لا نشتط فننكر مزايا الرسول وفضله، ولكننا نبطل باطلهم، ونثبت الجانب الحق فيه، وهو أن محمداً ليس عبقرياً فقط، بل هو مع ذلك رسول رب العالمين.