(٢) يزعم (نهرو) في كتابه لمحات من تاريخ العالم أن محمداً مرسل إلى العرب خاصة، وهذا الزعم قال به طوائف من النصارى في القديم والحديث، وقد كتب شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه الجواب الصحيح، في الرد على شبهات رجل نصراني، وإحدى تلك الشبهات التي أطال شيخ الإسلام في الرد عليها زعم ذلك النصراني أن محمداً مرسل إلى العرب دون سائر الأمم، ويكفي في الرد على هذه الفرية أن نبين لهؤلاء تناقضهم، فإن إقرارهم بكونه نبياً مرسلاً يقتضي تصديقه فيما أخبر، وقد أخبر ببعثه إلى الناس كافة، فإذا آمنوا بأنه نبي مرسل، ثم كذبوه، وقالوا: أنت مرسل إلى العرب وحدهم، فقد تناقضوا تناقضاً بيناً، ووضح أن مرادهم تبرير كفرهم به.