للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان وأدرك أربعة من الصحابة، بل ثمانية، منهم أنس، وعبد الله بن أبي أوفى، وسهل بن سعد، وأبو الطفيل، وقد نظم بعضم أسماء بعض من روى عنه الإمام أبو حنيفة من الصحابة، فقال:

أَبَو حَنِيفَةَ زَيْنُ التَّابِعِينَ رَوَى ... عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ جَزْءٍ وَالرِّضَا أَنَسْ

وَمَعْقِلٍ وَحُرَيْثِيٍ (١) وَوَاثِلَةَ ... وَبِنْتِ عَجْرَدٍ، عِلْمَ الطَيِّبِينَ قَبَسْ

وقيل لم يلق أحدًا منهم.

وسمع من عطاء وأهل طبقته، وروى عنه ابن المبارك ووكيع بن الجراح وآخرون.

وطلب منه المنصور أن يلي القضاء فامتنع، فحبسه على ذلك وضربه وهو مُصِرٌّ على الامتناع، حتى مات في السجن - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.

قال عبد الله بن المبارك في حقه: «أَتَذْكُرُونَ رَجُلاً عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا فَفَرَّ مِنْهَا».

وكان حسن الثياب، طيب الريح، يعرف بريح الطيب إذا أقبل، حسن المجلس، كثير الكرم، حسن المواساة لإخوانه، ربعة، وقل: كان طُوَالاً، أحسن الناس منطقًا، وأحلاهم نغمة.

قال: «قَدِمْتُ البَصْرَةَ فَظَنَنْتُ أَنِّي لاَ أُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَجَبْتُ عَنْهُ، فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي فِيهَا جَوَابٌ ; فَجَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي


(١) يعني: عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ المَخْزُومِيَّ - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -

<<  <   >  >>