للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فمن يكون موصوفًا بهذه الصفات العليا، فلا تسأل عن إمامته في الحديث، وثقته في الرواية، وكثرة إتقانه وضبطه، وحفظه وبراعته، وتضلعه في علوم الكتاب والسنة، فهؤلاء الذين جَاوَزُوا القَنْطَرَةَ، ووصلوا ذِرْوَةَ الكمال في العلم، وَكُتُبِ الرجال والطبقات مشحونة بذكر فضائلهم ومناقبهم، وسارت الركبان بمآثرهم ومعاليهم، وقد جعل الله لهم لسان صدق في الآخرين، وَجَرَتْ على أقاويلهم الفتاوى، وتبعتهم الأمة، فلا يقبل في هؤلاء قول كل قائل يرميهم بسوء أو تقصير في العلم والرواية، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

أَبُو حَنِيفَةَ مِنَ الأَئِمَّةِ الجِلَّةِ الذِينَ عُرِفَتْ عَدَالَتُهُمْ وَاشْتَهَرَتْ:

وهؤلاء الأئمة هو الذين يقول فيهم الشيخ الإمام القدوة المجتهد شيخ الإسلام أبو إسحاق الشيرازي الشافعي في كتابه " اللمع في أصول الفقه " (١) في (باب القول في الجرح والتعديل) ما نصه: «وجملته أن الراوي لا يخلو إما أن يكون معلوم العدالة أو معلوم الفسق، أو مجهول الحال، فإن كانت عدالته معلومة كالصحابة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - أو أفاضل التابعين كالحسن، وعطاء، والشعبي، والنخعي وأجلاء الأئمة كمالك، وسفيان، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، ومن يجري مجراهم وجب قبول خبره، ولم يجب البحث عن عدالته». اهـ.


(١) ص ٤١ طبع مصطفى البابي الحلبي بمصر سَنَةَ ١٣٥٨ هـ.

<<  <   >  >>