قلت: وقولُ خلف بن أيوب هذا يشبه ما قال ابن حزم في حق محمد بن نصر المروزي، قال الذهبي في ترجمة ابن نصر المروزي من كتابه " سير أعلام النبلاء ": (١) ما نصه: قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ فِي بَعْضِ توَالِيفِهِ: «أَعْلَمُ النَّاسِ مَنْ كَانَ أَجْمَعهُم للسُّنَنِ، وَأَضْبَطهُم لَهَا، وَأَذْكَرُهُمُ لِمَعَانِيهَا، وَأَدْرَاهُمُ بِصِحَّتِهَا، وَبِمَا أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ مِمَّا اخْتَلفُوا فِيهِ.
قلتُ: وإذا كان ادعاء ذلك صحيحًا لمحمد بن نصر عند ابن حزم، ولأحمد ونظرائه عند الذهبي، فيكون ادعاء ذلك صحيحًا بالأولى للإمام الأعظم أبي حنيفة فإنه أسبق المجتهدين المتبوعين، وأعلمهم وأفقههم وأقدمهم - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ - وعن أصحابه، على ما شهد به شيخُ أحمدَ وابنِ معين خلفُ بنُ أيوب هذا، ولم تكن شهادته بذلك لأبي حنيفة - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - إلا بعد إمعان النظر في فقهه وإتقانه لمذهبه، وهذه شهادة صدق من إمام بارع تقي، كيف لا؟ والعلم بَرًّا