للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سَمِعْتُ ابْنَ المُبَارَكِ يَقُولُ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ بِرَأْيِهِ فَأَبُو حَنِيفَةَ».

وَرَوَى جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: «كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ وَإِلَى سُفْيَانَ - الثَّوْرِيَّ -، فَآتِي أَبَا حَنِيفَةَ فَيَقُولُ: " مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ " فَأَقُولُ: " مِنْ عِنْدِ سُفْيَانَ "، فَيَقُولُ: " لَقَدْ جِئْتَ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ لَوْ أَنَّ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدَ حَضَرَا لاحْتَاجَا إِلَى مِثْلِهِ "، فآتي سُفْيَانَ، فَيَقُولُ لِي: " مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ " فَأَقُولُ: " مِنْ عِنْدِ أَبِي حَنِيفَةَ "، فَيَقُولُ: " لَقَدْ جِئْتَ مِنْ عِنْدِ أَفْقَهِ أَهْلِ الأَرْضِ "».

وروى بكر بن يحيى بن زَبَّانَ، عن أبيه: قَالَ لِي أَبُو حَنِيفَةَ: «يَا أَهْلَ البَصْرَةِ، أَنْتُمْ أَوْرَعُ مِنَّا، وَنَحْنُ أَفْقَهُ مِنْكُمْ».

وعن شداد بن حكيم قال: «مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ»، وعن مكي بن إبراهيم قال: «كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ أَعْلَمَ أَهْلَ زَمَانِهِ». وقال يحيى بن معين: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: «لاَ نَكْذِبُ اللهَ، مَا سَمِعْنَا أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَخَذْنَا بِأَكْثَرَ أَقْوَالِهِ»، وقال الربيع وغيره عن الشافعي قال: «النَاسُ فِي الفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ».

وقال أبو الفضل عباس بن عزيز القطان، ثنا حرملة، سمعت الشافعي يقول: «النَّاسُ عِيَالٌ عَلَى هَؤُلاَءِ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي الفِقْهِ فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي المَغَازِي فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى ابْنِ إِسْحَاقَ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي التَّفْسِيرِ فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى مُقَاتِلٍ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي الشِّعْرِ فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى زُهَيْرٍ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي النَّحْوِ فَهُوَ عِيَالٌ عَلَى الكِسَائِيِّ».

<<  <   >  >>