للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن إسحاق قال: حدثني عبيد الله (١) بن المغيرة بن معيقيب عن سليمان ابن عمرو بن عبد العتواري أحد بني (٢) ليث -وكان يتيمًا في حجر أبي سعيد- قال أبوعبد الرحمن: قال أبي: سليمان بن عمرو هو أبوالهيثم الذي يروي عن أبي سعيد قال: سمعت أبا سعيد يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول: ((يوضع الصّراط بين ظهري (٣) جهنّم عليه حسك كحسك السّعدان، ثمّ يستجيز النّاس فناج مسلّم، ومجدوح به، ثمّ ناج ومحتبس به منكوس فيها، فإذا فرغ الله عزّ وجلّ من القضاء بين العباد يفقد المؤمنون رجالاً كانوا معهم في الدّنيا، يصلّون بصلاتهم ويزكّون بزكاتهم، ويصومون صيامهم، ويحجّون حجّهم، ويغزون غزوهم، فيقولون: أي ربّنا عباد من عبادك كانوا معنا في الدّنيا يصلّون صلاتنا، ويزكّون زكاتنا، ويصومون صيامنا، ويحجّون حجّنا، ويغزون غزونا، لا نراهم. فيقول: اذهبوا إلى النّار فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه. قال: فيجدونهم قد أخذتْهم النّار على قدر أعمالهم فمنهم من أخذته إلى قدميه، ومنهم من أخذته إلى نصف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى ركبتيه، ومنهم من أزرته، ومنهم من أخذته إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى عنقه ولم تغش الوجوه، فيستخرجونهم منها فيطرحون في ماء الحياة)) قيل: يا رسول الله


(١) في المسند: (عبد الله)، والصواب: (عبيد الله)، كما في تقريب التهذيب وسائر المصادر التي سيعزى الحديث إليها.
(٢) في المسند: حدثني ليث، والصواب ما أثبتناه، كما في كتاب التوحيد لابن خزيمة.
(٣) هكذا في المسند وموضح أوهام الجمع والتفريق. وأما في التوحيد لابن خزيمة والزهد لابن المبارك: فـ ((ظهراني)) بزيادة ألف ونون، وزيادتهما للتأكيد كما في النهاية.

<<  <   >  >>