وما الحياة؟ قال:((غسل أهل الجنّة فينبتون نبات الزّرعة -وقال مرّة فيه: كما تنبت الزّرعة- في غثاء السّيل ثمّ يشفع الأنبياء في كلّ من كان يشهد أن لا إله إلاّ الله مخلصًا، فيخرجونهم منها، قال: ثمّ يتحنّن الله برحمته على من فيها، فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقال حبّة من إيمان إلاّ أخرجه منها)).
الحديث أخرجه ابن خزيمة ص (٣٢٥)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(ج٢ ص١١٦)، وحسين المروزي في "زوائد الزهد لابن المبارك" ص (٤٤٨)، والحاكم (ج٤ ص٥٨٥) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
كذا قال ولم يتعقبه الذهبي والحديث ليس على شرط مسلم فأبوالهيثم وعبيد الله بن المغيرة وابن إسحاق ثلاثتهم ليسوا من رجال مسلم، وما روى مسلم لابن إسحاق إلا قدر خمسة أحاديث في الشواهد والمتابعات، كما في "الميزان". والحديث بهذا السند حسن.
٩٦ - قال ابن حبان رحمه الله كما في "موارد الظمآن" ص (٦٤٦): أخبرنا محمد بن الحسين (١) بن مكرم حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح حدثنا أبوأسامة عن أبي روق حدثنا صالح بن أبي طريف، قال: قلت لأبي سعيد الخدري: أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول في هذه الآية: {ربما يودّ الّذين كفروا لو كانوا مسْلمين}؟ فقال: نعم، سمعته يقول: ((يخرج الله أناسًا من المؤمنين من النّار بعد ما يأخذ نقمته منهم، قال: لمّا أدخلهم الله النّار مع المشركين قال المشركون: أليس
(١) محمد بن الحسين بن مكرم له ترجمة في تذكرة الحفاظ (ج٢ ص٧٣٥)، قال إبراهيم بن فهد: ما قدم علينا من بغداد أعلم بالحديث من ابن مكرم، وقال الدارقطني: ثقة.