للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[ق ١٣/أ] بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.

١ (١) - أخرج الحسن بن سفيان في مسنده، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه في تفاسيرهم، والطبراني في معجمه، والعسكري في الأمثال، وابن منده والباوردي وأبو نعيم جميعا في معرفة الصحابة والبيهقي في دلائل النبوة عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: جاء ثعلبة بن حاطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا. قال: ويحك يا [ق ١٣/ب] ثعلبة. . .! قليل تطيق شكره خير من كثير لا تطيقه. قال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني فوالذي بعثك بالحق إن أتاني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه. فقال: اللهمَّ ارزقه مالًا. فاشترى غنمًا فبورك له فيها ونمت كما ينمو الدود حتى ضاقت به المدينة فتنحى بها، ثم إن الله أمر رسوله أن يأخذ الصدقات، فبعث رجلين، يأخذان الصدقة، وكتب لهما أسنان الإبل والغنم، وأمرهما أن يمرا على ثعلبة فمرا به فسألانه الصدقة

فقال: ما هذا إلا جزية، انطلقا حتى أرى رأي. فانطلقا وأنزل الله {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} [التوبة: ٧٥] الآيات الثلاث. فقيل لثعلبة: ويحك. . .! أنزل فيك كذا وكذا. فقدم ثعلبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه صدقة مالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد منعني أن أقبل منك قال: فجعل يبكي ويحثي التراب على رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا عملك بنفسك، فلم يقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مضى. ثم أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر اقبل مني صدقة، فقال أبو بكر: لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلها؟! فلم يقبلها أبو بكر، ثم ولي عمر بن الخطاب، فأتاه فقال: يا أبا حفص اقبل مني صدقتي. وثقل عليه بالمهاجرين والأنصار وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: لم


(١) هذا الترقيم من صنع الناسخ.

<<  <   >  >>