للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

عبد القادر البغدادي:

في سنة ١٠٣٠ وفي مدينة بغداد، ولد عبد القادر بن عمر البغدادي، وبغداد يومئذ في محنة قاسية بين الدولة الصفوية وعلى رأسها الشاه عباس، والدولة العثمانية.

وفي سنة ١٠٤٨ حين حمى وطيس القتال حول بغداد وتدفقت إليها جيوش مراد الرابع العثماني فانتزعتها من الإيرانيين، حينئذ رحل عبد القادر إلى دمشق فكان شيخه فيها محمد بن يحيى الفرضي، ولكنه لم يستقر بها عامين حتى شد رحاله إلى القاهرة فدخلها سنة ١٠٥٠ وكان شيخه فيها شهاب الدين الخفاجي، كما كان من شيوخه يس الحمصي، والنور الشبراملسى، والبرهان إبراهيم المأموني.

وبموت الخفاجي سنة ١٠٦٩ انتقلت معظم كتبه إلى عبد القادر، وضم إليها بعد ذلك كتبا أخرى جليلة الشأن. وفي سنة ١٠٧٧ وهي السنة التي تولى مصر فيها إبراهيم باشا كتخدا، اتصل به عبد القادر فأحله محلا كريما، وكان سميره ونديمه، وظل ملازما له إلى انتهاء مدة ولايته سنة ١٠٨٥ فرجع معه إلى ديار الروم، واتصل حبله هناك بالوزير أحمد باشا الكوپريلى فألف باسمه (شرح قصيدة بانت سعاد)، ثم بالسلطان محمد بن السلطان إبراهيم، فتوج باسمه كتابه الكبير (خزانة الأدب)، وظل فترة من الزمن مضطربا بين الشام والروم، ثم عاد من طريق البحر إلى مصر ولم تطل مدته بها حتى توفى في سنة ١٠٩٣ (١).

[التلميذ]

كلمة ضعيفة الصلة بالأصول العربية في مادتها، لذلك صرح بعض اللغويين القدماء، وفي مقدمتهم ابن دريد في الجمهرة ٢: ٣٧ وابن فارس في مقاييس اللغة ١: ٣٥٣، والجواليقي في المعرب ٩١، والخفاجي في شفاء الغليل بأنها ليست عربية الأصل.


(١) انظر خلاصة الأثر للمولى المحبي ٢: ٤٥١ - ٤٥٤ ومقدمة الأستاذ محب الدين الخطيب لخزانة الأدب التي اضطلعت بأكبر عبء في تحقيقها من سنة ١٣٤٧ - ١٣٥١.

<<  <   >  >>