وما الخمر إلا كماء السماء ... حلالاً فقدّست من مذهب
والشعر طويل وكله تحليل محرمات الشرع والاستهانة به، فقتل أهل اليمن قتلاً ذريعًا قبل هذا وملك الحصون والأموال العظيمة، وكانت المذيخرة هي أنفس مدائن اليمن في ذلك الوقت، وسلطانها جعفر بن إبراهيم المناخي جد السلطان سبأ بن حسين بن بكيل بن قيس الأشعري، فقتله القرمطي علي بن الفضل الجدني وملكها وملك هو وحليف له يسمى الحسن بن سعيد بن زاذان النجار صنعاء على بني الحوالي، وهربوا منهم إلى الجوف ومنهم ذرية الحوالي أسعد بن عبد الصمد، وعلي بن أسعد بن يعفر الشريف الحوالي وأصحابهما ممن سكن ظبا وبعدان والعرافة. وحضر في هذا الزمان وطرد الناصر بن الهادي من صعدة، وملكت القرامطة زبيد وعدن مع أن الحج لم ينقطع إلا في عامين أو ثلاثة بعد دخول أبي سعيد الجنابي (١) من القرامطة مكة سنة سبع عشرة وثلاث مائة فقتل الحجاج قتلاً ذريعًا قيل قتل ثلاث عشر ألفًا واقتلع الركن الشريف وراح به إلى الحسا وقال في ذلك شعرًا:
فلو كان هذا البيت لله ربنا ... لصبّ علينا النار من فوقنا صبًّا
لأنا حججنا حجة جاهلية ... مجللة لم تبق شرقا ولا غربًا
وإنا تركنا بين زمزم والصفا ... جنائز لم تبغي سوى ربّها ربًّا
وشعره مشهور في كتب التواريخ لعنه الله، وفي رسالة محمد بن مالك الحمادي من ذلك جملة وفي كشف الأسرار للقاضي الأجل أبي بكر