للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال البخاري رحمه الله (٣ ص١٤٢): حدّثنا عمر بن حفص بن غياث، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، حدّثنا شقيق، حدّثنا خبّاب رضي الله عنه قال: هاجرنا مع النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نلتمس وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنّا من مات لم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عمير، ومنّا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها، قتل يوم أحد فلم نجد ما نكفّنه إلا بردةً إذا غطّينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطّينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن نغطّي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر.

قال البخاري رحمه الله (ج٣ ص١٤٢): حدّثنا محمّد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم، أنّ عبد الرّحمن ابن عوف رضي الله عنه أتي بطعام وكان صائمًا. فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير منّي كفّن في بردة إن غطّي رأسه بدت رجلاه، وإن غطّي رجلاه بدا رأسه، وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير منّي، ثمّ بسط لنا من الدّنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدّنيا ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجّلت لنا، ثمّ جعل يبكي حتّى ترك الطّعام.

قال البخاري رحمه الله (ج٧ ص٨٣): حدّثنا عمرو بن عون، حدّثنا خالد بن عبد الله، عن إسماعيل، عن قيس. قال: سمعت سعدًا رضي الله عنه يقول: إنّي لأوّل العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنّا نغزو مع النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وما لنا طعام إلا ورق الشّجر، حتّى إنّ أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشّاة ما له خلط، ثمّ أصبحت بنو أسد تعزّرني على الإسلام، لقد خبت إذًا وضلّ عملي. وكانوا وشوا به إلى عمر قالوا: لا يحسن يصلّي.

<<  <   >  >>