للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كان منكم حبره وسبره، ففي الرّغام يلفى تبره، والمسك بعض دم الغزال، والنطاف العذاب مستودعات بمسك العزال (١)

لله مما قد برا صفوة … وصفوة الخلق بنو هاشم (٢)

وصفوة الصفوة من بينهم … محمد النور أبو القاسم (٣)

بهذا النبي الأمي، أفاخر من تفخر، وأكاثر من تقدم وتأخر، الشريف السلفين، والكريم الطرفين، الملتقي بالرسالة، والمنتقي للأداء والدلالة، أصلى عليه عدد الرمل، ومدد النمل، وكذلك أصلي على واصل جناحه، سيوفه ورماحه أصحابه الكرام، عليهم من اللّه أفضل السلام.

يا بن الأعاربِ ما علينا باسُ … لم أحكِ إلا ما حكاه الناسُ

هذا.

ولم أشتمْ لكم عرضا ولكن … حدوث بحيثُ يستمع الحداءُ

ثم أحج بشاعر غسان، لا ساسان، في هذا العيد، بالوعيد، وأحر في هذا الفصل، بعدم الوصل. لقد غم آخرك، لكن بالرغم أخرك، إذ أضربت عن مديح، علقنا الربيح، معز الدولة شهمنا الرئيس، وسهمنا النفيس، قيل الأمم (٤)، وسيل الأمم (٥)، معنى المعاني، ومغنى المغانى، ذي الرئاسة الساسانية، والنفاسة النفسانية. فاذهب، يا غث المذهب، وابتغ في الأرض نفقا، أو في السماء مرتقى، فهذه ألية، جلبت عليك بلية. أو حك من البسيط والمديد، ما تستجير به من بطشنا الشديد، إذ نحن معشر الموالى، لا نوالى، إلّا من هو


(١) المسك، بالفتح: الجلد. والعزالى: جمع عزلاء، وهو فم المزادة الأسفل.
(٢) في مروج الذهب (٢: ٢٧٤): «ممن قد برا».
(٣) في مروج الذهب: «وصفوة الصفوة من هاشم».
(٤) القيل: الملك، وأصله الملك من ملوك حمير.
(٥) الأمم، بالتحريك: القصد الذي هو الوسط، وهو القرب أيضا.

<<  <   >  >>