للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وممن ردّ أيضاً عليه، وأجاد ما أراد (أبو الطيب بن منِّ الله القروي) برسالة طويلة أثبت منها بعض الفصول، تخفيفاً للتثقيل، قال فيها (١)، وافتتحها بهذه الأبيات:

وذي خطل في القول يحسب أنه … مصيبٌ فما يلمم به فهو قائله (٢)

نهدت له حتى ثنيت عنانه … عن الجهل واستولت عليه معاقله

تعال فخبرني علام تشددت … قوى العير حتى أحرزتك مجاهله

أيها الفاخر بزعمه، بل الفاجر برغمه، ما هذه البسالة، في الفسالة، ما هذه الجسارة، على الخسارة، لقد تجرأت، ومن الملة تبرأت، أبا لعرب تمرست، وفي مجدها تفرست، وعلى شرفها تمطيت، وإلى سوددها تخطيت.

(وفي فصل): فأخبرني عنك أما كانت للعرب يد تشكرها، أو منة تذكرها.

أما جبرت نقيصتك، أما رفعت خسيستك، أما استنهضتك من وهدتك، أما أيقظتك من [غفلتك و (٣)] رقدتك، ألم تربّك فيها وليداً (٤)، ألم تتخذك لها تليداً (٥). ألم تعن بتخريجك (٦)، وتدريجك، أما أنطقتك بعد العجمة،


(١) إلى هنا ينتهى تطابق ما في الأصل والذخيرة، وما بعده إلى نهاية الأبيات الثلاثة ليس في الذخيرة وانفردت به نسخة الأصل. أما البلوى في ألف باء فقال: «أما أحدهم فافتتح الرد عليه بقوله:
وذي خطل في القول يحسب أنه … مصيبٌ فما يهتف به فهو قائله»
ولم يعين ذلك الأحد. وانظر للكلام على هذه الرسالة وعنوانها ما سبق في ض ٢٣٩.
(٢) البيت لزهير في ديوانه ١٣٩. والبيتان بعده لم يردا في الديوان.
(٣) التكملة من الذخيرة.
(٤) في الأصل: «ألم نربك فينا وليدا». تحريف سببه الحرص على نص الآية.
(٥) في الأصل: «ألم نتخذك». والتليد: الذي ولد ببلاد العجم وحمل فنشأ ببلاد العرب.
(٦) في الأصل: «ألم تغن»، وفي الذخيرة: «ألم تكن»، كلاهما محرف.

<<  <   >  >>