قلت هذا بإجمال فصول الكتاب المردود عليه فهو قد حدد هدفه من تأليفه، وهو تقرير إمامة علي - رضي الله عنه - بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، والطعن في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - وغيرهم من الصحابة.
وفي سبيل هذا الهدف الباطل الذي أقام عليه رسالته غلا غلواً فاحشاً في علي - رضي الله عنه - فصوره في صورة غير التي نعرف من سيرته، وعظمه على غيره من الصحابة - بل والرسول صلى الله عليه وسلم - فجعل الأحداث تدور من حوله، فهو صانعها، وهو بطلها الوحيد.
وأقذع في تصويره - رضي الله عنه - وأهل البيت في صورة المظلومين، الذين قد هضم الصحابة حقوقهم، وأما الصحابة الآخرين فقد صغر مواقفهم، ونال منهم، وجعلهم في صورة الظالمين الذين انتهكوا حق علي وأهل البيت، وتفنن - في سبيل هذا الهدف - في توزيع التهم عليهم.
فعلي - رضي الله عنه - عنده هو الإمام المعصوم، وهو أفضل البشر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أزهد الناس، وأعبدهم، وأعلمهم في جميع العلوم وأشجعهم، وأنه يعلم الغيب وكان