فمثلا (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(طه: ٥) : نثبت أن الله عز وجل مستو على العرش بدون كيف، ولا نتعرض لمعناها، بل المعنى معلوم ولكن بدون التكييف، والذين يقرؤون اللفظ ولا يتعرضون للمعنى هم أهل التفويض. أما نحن فنقول:(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) نمره كما جاء وهو لفظ جاء لمعنى، والمعنى هو أنه عز وجل علا على عرشه علوا يليق بجلاله وعظمته، ولا نكيفه ولا نمثله.
وكذلك أثبت الله عز وجل عن نفسه أنه يجيء، فقال:(وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)(الفجر: ٢٢) نثبتها ونقول: إن الله عز وجل يجيء حقا مجيئا يليق بجلاله سبحانه وتعالى، ولا نقول كيف؟ بل نثبت المعنى.
وأما أهل التفويض فيقولون: نقرأ (وَجَاءَ رَبُّكَ) ولا نتعرض للمعنى.