نثبت بلا تعطيل والتعطيل نوعان: تعطي للنص، وتعطيل للصفة؛ فأما تعطي النص: فتعطيله عن دلالته، وأما تعطيل الصفة فنفيها عن الله عز وجل.
مثلا: اليد تعطيلها باعتبار تعطيل الصفة بان يقول: ليس لله يد حقيقية، وتعطيل النص بان يقول في قوله تعالى:(لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ)(ص: الآية ٧٥) أي بقدرتي أو بنعمتي.
فالتعطيل إذا إما تعطيل للنصوص بمنع دلالاتها على ما أريد بها، وإما تعطيل للصفات بنفيها عن الله سبحانه وتعالى مع ثبوتها له.
فأهل السنة والجماعة يتبرؤون من التعطيلين؛ لأنهم يجرون النصوص على ظاهرها، ولأنهم يثبتون لله ما أثبته الله لنفسه.
ثم اعلم أن التعطيل الذي ينفيه أهل السنة والجماعة ينقسم إلى أقسام:
الأول: تعطيل جزئي: يكون بإثبات الأسماء، وإثبات سبع من الصفات، وإنكار الباقي، وهذا مذهب الأشاعرة، فالأشاعرة يثبتون الأسماء لله عز وجل، ويثبتون سبعا م الصفات، وينكرون الباقي، فإذا جاءت النصوص بدلالة على الباقي حرفوها، فيكون هؤلاء عطلوا النصوص وعطلوا الصفات فيما نفوه، فمثلا يقولون: في قول الله تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه)(التوبة: الآية ١٠٠) يقولون: معنى رضي الله عنهم: أي أثابهم، فيفسرون الرضى بالمفعول المنفصل عن الله وهو الثواب، فهؤلاء عطلوا الصفة وهي الرضا، وعطلوا النص فصرفوا دلالته عن الرضا إلى الثواب، فعطلوه عن مدلوله.