يقول: لا، والله يقول:(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً)(الروم: من الآية ٥٤) فأنتم كان لكم ضعف ثم قوة ثم ضعف، فإذا قلتم: له قوة وقعتم في التشبيه على قاعدتكم؛ لان للمخلوق قوة، فيلزم على قاعدتكم أن تكونوا مشبهين لله تعالى بخلقه.
وقلنا: أنهم وقعوا في شر مما يفرون منه وهو تحريف النص، حيث حرفوا معنى النص إلى معنى خلاف الظاهر، وهكذا كل الذين يتكلمون بالتعطيل نقول: هم فروا من شيء ووقعوا في شر منه.
قوله:(ولا تمثيل) يعني: نثبت بلا تمثيل، وهذا من المؤلف جيد جدا حيث أتى بنفي التمثيل دون نفي التشبيه، فإن هذا أولى لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن نفي التمثيل هو الذي جاء به النص، كما قال الله تعالى:(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(الشورى: الآية ١١) ، وقال تعالى:(فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ)(النحل: الآية ٧٤) .
ولا شك أن استعمال الألفاظ التي جاءت بها النصوص أولى بكثير من استعمال ألفاظ جديدة لأمور:
أولا: انك إذا استعملت الألفاظ التي جاءت بها النصوص ربطت الناس بالنصوص، وربط الناس بالنصوص له اثر جيد محبوب.
وثانيا: أنك إذا استعملت الألفاظ التي جاءت بها النصوص سلمت من أي اعتراض، لان النصوص محكمة وليس فيها تناقض ولا اختلاف.
وثالثا: انك إذا استعملت الألفاظ التي جاءت بها النصوص فإن ذلك