تعالى:(وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ)(النساء: الآية ٢٥) أو من الاستطالة وهي العلو والترفع، والثاني انسب يعني أنه استطال واستعلى وترفع والعياذ بالله، واعتد برأيه، وأنكر رأي الآخرين.
وقوله:(واجترى) من الجرأة، وهي الإقدام، أي: إقدام الإنسان على ما ليس له بحق، وقد تجرأ فلان على كذا: يعني أقدم على شيء ليس له فيه حق، وكذلك الذي يؤول في الصفات؛ فإنه قد أقدم على شيء ليس له بحق.
وقوله:(وخاض في بحر الهلاك) الخوض في الأصل يطلق على العمل الذي ليس بمركز ولا منظم، ومنه الخوض في الوحل، والخوض في الماء، والخوض في الطين، قال تعالى:(فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ)(الطور: الآية ١٢) .
وقوله:(في بحر الهلاك) الهلاك هنا معنوي، يعني يبقى حيا لكن هو في الحقيقة حي ميت، بل الميت على الحق خير من هذا الذي بقي على الباطل.
وقوله:(وافترى يعني كذب ووجه كذبه أنه قال: إن الله لم يرد كذا وأراد كذا، فكذب في النفي وكذب في الإثبات:
مثلا: في قوله تعالى: (بِيَدَيَّ) (صّ: الآية ٧٥) قال: إن الله لم يرد اليدين وأراد النعمة فكذب في النفي وكذب في الإثبات، وقوله:(اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش)(الأعراف: الآية ٥٤) قال: إن الله لم يستو على العرش ولكن استولى أو لم يرد العلو وإنما أراد الاستيلاء. فنقول: كذبت في الأول وفي الثاني.