٣٠- ألم تر اختلاف أصحاب النظر ... فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر
٣١- فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى ... وصحبه فاقنع بهذا وكفى
ــ
الشرح
لما ذكر المؤلف رحمه الله أنه لا يجوز الرد إلى العقول في باب الصفات، وذكر تحريم التأويل وانه استطالة وجرأة وافتراء، ذكر دليلا حسيا ملموسا، فقال:
(ألم تر اختلاف أصحاب النظر فيه) يعني الم تعلم أن أصحاب النظر والمراد بأصحاب النظر أصحاب الكلام، الذين يرجعون في إثبات الصفات أو نفيها إلى العقل، فهؤلاء اختلفوا واضطربوا اضطرابا كثيرا عظيما، حتى إن بعضهم يوجب ما يرى الآخر أنه مستحيل. احدهم يقول: هذا واجب لله، والثاني يقول: هذا مستحيل على الله، والأخر يقول: هذا جائز، وهذا من التناقض فاضطربوا اضطرابا كثيرا فيما هم عليه.
ولا ريب أن اختلاف الأقوال واضطرابها يدل على ضعفها وأنه ليس لها أساس؛ لان الأقوال كلما قويت أساساتها تقاربت، ولهذا تجد المسائل المنصوصة في القرآن أو السنة الخلاف فيها قليل، وأضرب لك مثلا بالمواريث فإن الخلاف بين العلماء رحمهم الله في المواريث قليل بالنسبة للخلاف في غيره، وذلك لان غالب أحكامه منصوص عليها، والمنصوص عليه لا