القول بأنها توقيفية. (أدلة وفية) أي كافية وافية بالمقصود.
وهنا يرد سؤال وهو: هل الصفات كالأسماء توقيفية؟
والجواب: سبق أن ذكرنا أن الصفات ثلاثة أقسام: كمال محض، ونقص محض، وكمال في حال دون حال.
فالكمال المحض يوصف الله به، والنقص المحض لا يوصف الله به، والمتردد بين هذا وهذا يوصف الله به في حال الكمال، ولا يوصف به في حال النقص ولا على الإطلاق، أي أن الذي يكون كمالا في حال دون حال يوصف الله به مقيدا في حال الكمال.
إذا فليست كالأسماء توقيفية.
ولهذا يمكن أن نشتق من كل فعل من أفعال الله صفة، فنقول: إن الله تعالى مزجي السحاب لقوله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً)(النور: الآية ٤٣) ونقول: إن الله تعالى ماكر بمن يمكر به لقوله: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ)(الأنفال: ٣٠) ، ونقول: إن الله مستهزئ بمن يستهزئ به لقوله: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)(البقرة: ١٥) لما قالوا: (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)(البقرة: ١٤) ، ونقول: إن الله خادع من يخدعه لقوله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(النساء: ١٤٢) وعلى هذا فقس.
مسألة: ما الضابط في التفريق بين الأسماء والصفات؟
نقول: الضابط هو أن ما دل على معنى وذات فهو اسم، وما دل على معنى فقط فهو صفة.