منخفض، وكل ذلك وصف الله به نفسه قال:(وَنَادَيْنَاهُ) وقال: (وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً) فهذه كلها صفة للصوت.
وفي السنة ((يقول الله تعالى: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك. فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار)(١)
ثم إن المحاورة التي تقع بين الله وبين رسله تكون بشيء مسموع بلا شك، فإن موسى عليه الصلاة والسلام لما كان الله يحاوره قال:(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى)(طه: ١٧)(قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى)(طه: ١٨)(قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى)(طه: ١٩)(فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى)(طه: ٢٠)(قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)(طه: ٢١) وموسى صلى الله عليه وسلم كان يسمع هذا ولا يمكن أن يسمع شيئا بلا صوت، فلابد من صوت. فكلام الله إذا بحرف وصوت.
وكلام الله أيضاً يتعلق بمشيئته ابتداء وانتهاء وكيفية، يعني متى شاء تكلم، ومتى شاء لم يتكلم، وبكيفية يشاءها، إن شاء تكلم بصوت مرتفع، وإن شاء تكلم بصوت غير مرتفع، إن شاء تكلم بالعربية، ,إن شاء تكلم بغير العربية فكلامه مع موسى بغير العربية؛ لأنه لو كلم موسى بالعربية ما فهم موسى شيئا، وكلامه لمحمد صلى الله عليه وسلم بالعربية، ولو تكلم بغير العربية ما فهمه محمد صلى الله عليه وسلم، إذا يتكلم كيف شاء ابتداء وانتهاء وكيفية.
ولهذا نجد أن المحاورة التي مع موسى لها ابتداء وانتهاء:(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) ابتداء بالواو وانتهاء بالألف من قوله: (يَا مُوسَى) ، قال:
(١) رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب وترى الناس سكارى، رقم (٤٧٤١) .