والمهم أن الله عز وجل يبتدئ بالكلام وينتهي بالكلام، ويتكلم كذل كيف يشاء باللغة التي يشاء، فيكلم محمدا بالعربية ويكلم موسى بالسريانية، وهذا هو الظاهر لنا، وإن كان من الجائز أن يكلمه الله بالعربية، وان يلقي له فهما خاصا في تلك اللحظة يفهم به اللغة العربية، وهذا جائز عقلا، لكنه خلاف الظاهر، ونحن ليس لنا إلا الظاهر، إما ما وراء الظاهر فلا نعلمه، فمن ادعاه فعليه الدليل، فالله عز وجل يتكلم كيف شاء، وكذلك يتكلم بما شاء، بالأمر والنهي والخبر والاستخبار الذي هو الاستفهام وغير ذلك، ويتكلم بما شاء؛ لأن له الملك المطلق والتدبير المطلق، فله أن يتكلم بما شاء من الكلام، متى شاء، لأن الكلام يتعلق بمشيئته فمتى شاء تكلم، فالكلام الذي حصل لموسى كان حين أرسله، وكان حين جاء للميقات، قال تعالى:(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ)(الأعراف: الآية ١٤٣) فيتكلم في أي وقت شاء، وكلامه في أي وقت شاء ضروري وهو أمر يوجبه العقل؛ لأننا نشاهد المحدثات لا تحدث إلا بإرادته، وإذا أراد شيئا فإنما يقو له: كن فيكون، إذا لابد أن يتعلق الكلام بمشيئته، متى شاء تكلم بما يريد عز وجل من الكلام الكوني ومن الكلام الشرعي.
المهم أن كلام الله تعالى يتعلق بمشيئته، ولهذا قال أهل العلم من أهل السنة: إن الله يتكلم بحرف وصوف، بما شاء، متى شاء، كيف شاء.
وهذا مذهب أهل السنة والجماعة في كلام الله عز وجل، وهو مذهب تؤيده الأدلة الشرعية والأدلة العقلة والأدلة اللغوية؛ لأن الكلام لا يعقل إلا