كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (الأنفال: ٢١) ، (سَمِعْنَا) ، أي: سمع إدراك، (وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) أي سمع استجابة، في قوله تعالى:(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُك)(المجادلة: ١) هنا سمع إدراك، وفي قوله تعالى:(إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)(إبراهيم: الآية ٣٩) ، أي سمع استجابة، وفي قول المصلي: سمع الله لمن حمده. سمع الأمرين جميعاً، يعني يسمع ويجيب من حمده بالإثابة.
إذا فسمع الله ينقسم إلى قسمين؛ سمع إدراك وسمع استجابة، لكن هل هما من الصفات الذاتية؟
أما سمع الإدراك فهو من الصفات الذاتية، وأما سمع الاستجابة فهو من الصفات الفعلية؛ لأنه إن شاء استجاب وإن شاء لم يستجب.
فأولوا الألباب الذين يقولون:(رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا)(آل عمران: الآية ١٩٣) ، قال الله تعالى:(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ)(آل عمران: الآية ١٩٥) ، (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(غافر: الآية ٦٠) ، فالاستجابة حصلت بعد الدعاء، وكل شيء يكون له سبب من صفات الله فهو من الصفات الفعلية.
إذا فسمع الاستجابة من الصفات الفعلية، فمن استجاب الله له فقد سمعه، لكن سمع الإدراك من الصفات الذاتية، لكن الحادث هو المسموع لا السمع، فأنا مثلا اسمع الصوت الآن ولكن سمعي موجود من قبل، أي أن هذا الصوت المعين حادث، ولكن القوة السمعية موجودة في من قبل هذا الصوت، فقد تكون الصفة قديمة ومتعلقها حادث ولا مانع.
قال العلماء رحمهم الله: والسمع بمعنى الإدراك ينقسم إلى عدم أقسام: سمع عام لكل شيء، فهذا يشمل المؤمن والكافر، وما يرضاه الله وما لا