أما إذا كان المقضي لا يلائم النفوس بل يؤلمها كالأمراض فالإنسان إذا قضى الله عليه بمرض، فإن المرض غير ملائم للنفوس، فإن الناس فيه على أربع مراتب:
المرتبة الأولى: مرتبة السخط:
بأن يسخط هذا الذي قضاه الله وعلامة السخط أن يقول قولاً منكراً، أو يفعل فعلاً منكراً.
مثال القول: أن يقول: يا ويلاه، وا ثبوراه، وما أشبه ذلك من الكلمات التي تنبئ عن التسخط.
وأما الفعل المنكر فمثل لطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور، والقفز حتى يسقط على الأرض، وما أشبه ذلك، فهذا تسخط فعلي، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:((ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)(١) ، فالأولان فعلان والثالث قول.
المرتبة الثانية: مرتبة الصبر:
بأن يتألم الإنسان نفسياً ولكنه يصبر، فلا يشق ثوباً، ولا يلطم خداً، ولا يقول منكراً، وهذه المرتبة واجبة، أي أنه يجب على الإنسان أن يصبر إذا أصيب بالمصائب.
المرتبة الثالثة: الرضا:
أي يرضى بقضاء الله عز وجل، والرضا معناه أن يكون مطمئناً منشرح
(١) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ليس منا من شق الجيوب، رقم (١٢٩٤) ، ومسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود ... ، رقم (١٠٣٠) .