للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

قال رحمه الله: (محمد) يعني أن اسمه محمد، (المهدي) لقبه، فله اسم ولقب، الاسم محمد واللقب مهدي، وأصل مهدي في التصريف مهدوي على وزن مفعول، ولكن حدث فيها إعلال فصارت مهدي.

وقوله رحمه الله: (والمسيح) يعني: ومن أشراط الساعة الكبرى المسيح عيسى بن مريم، فهو من آيات الله عز وجل.

والمسيح عيسى بن مريم من آيات الله عز وجل ابتداءً وانتهاء، أما ابتداء فلأن الله خلقه من أم بلا أب، وأما انتهاء فلأنه الآن في السماء حي، حيث رفعه الله إليه، وينزل من السماء في آخر الزمان عند قيام الساعة؛ فيقتل المسيح الدجال عند باب اللد، واللد: قرية من قرى فلسطين، لذلك قال رحمه الله:

وأنه يقتل الدجال ... بباب لُدٍ خل عن جدال

إذاً المسيح يقتل مسيحا؛ مسيح الهدى يقتل مسيح الضلالة.

فإذا قال قائل: كيف نجمع بين القول بأن عيسى ابن مريم حي، وبين قول الله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ) (آل عمران: الآية٥٥)) .

فالجواب على ذلك في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ) (الأنعام: الآية٦٠) ، وقوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) (الزمر: الآية٤٢) ، وعلى هذا فيكون عيسى بن مريم توفاه الله، يعني قبضه وهو حي، كما صعد بمحمد إلى السماء وهو حي.

والدجال مشتق من الدجل، وهو التكذيب والتمويه، والكلام على الدجال يشمل المباحث الآتية:

المبحث الأول: الدجال بشر من بني آدم، ليس من الشياطين ولا من مواد